الأحد، 7 سبتمبر 2014

جزء من رواية رحلة ابن فطومة لنجيب محفوظ

دار المشرق فى رحلة ابن فطومة

- تفكرت مليا ثم قلت بادئا بالموضوع الذى يستغرقنى : اعجب ما صادفنى فى المشرق علاقة الرجل بالمراة .
- فابتسم قائلا : نصف المصائب فى البلدان إن لم يكن كلها تجىء من القيود المكبلة للشهوة ،  فإذا اشبعت امكن أن تصير الحياه لهوا ورضى !
- فقلت بحذر : فى دارنا يأمرنا الله بغير ذلك
- فقال : عرفت اشياء عن داركم ، عندكم الزواج وكثيرا ما يتمخض عن مآس مؤسفة ، والناجح منه يستمر بفضل الصبر ، كلا ياصاحبى فحياتنا ابسط واسعد .
- فتسألت بقلق : قد تزهد المرأة عندكم فى رجلها و هو مازال قائما على حبها ؟!
- النساء كثيرات ، و السلو يسير ، كل متاعبكم تجىء من الحرمان ..
- حتى الحيوان يغار على شريكته
فابتسم قائلا : يجب ان نكون افضل من الحيوان
فتمتمت وانا اخفى تقززى : لا سبيل الى التلاقى
- إنى مسلم بهذا ، ولكن عليك ان تفهمنا جيدا ، اننا ننشد البساطة واللعب ، إلهنا لا يتدخل فى شئوننا ، إنه يقول كلمة واحدة وهى انه لا يشىء يدوم فى الحياة وانها الى محاق تسير ، بذلك اشار الى الطريق فى صمت ،، ان نجعل من حياتنا لعب ورضى ..
- فقلت متشجعا بحرارة الحديث : لقد سمعت موعظتك ووجدتها لا تنطبق على السيد المالك لكل شىء
فهز رأسه فى اسى وقال : كثيرا ما يحوم الغرباء حول ذلك ، ولكن السيد هو الذى يدفع عن الدار هجمات البدو . وهو - وبقية السادة - املنا فى التصدى لاطماع دار مثل دار الحيرة،، اجل الحرب تتهددنا ، والسادة هم الذين يعدون انفسهم للدفاع وهم ايضا الذين يتصدون لاى عدوان فى الداخل فيهيئون للعبيد حياة آمنة ، هل تستكثر عليهم بعد ذلك ان يملكوا كل شىء لنيفقوا على السلاح و الجنود المرتزقة ؟!
- فقلت متحديا : يوجد نظام افضل يوفر للناس كافة حقوقهم ويعدهم للدفاع عن دارهم عند الحاجة !
- فمط الرجل شفتيه مضمومتين و قال بحسم : الكائنات فى دارنا انواع (نبات - حيوان - عبيد - سادة ) ولكل اصل يرجع اليه غير اصول الانواع الاخرى
- فقلت وانا فى غاية الاستياء : الناس عندنا اخوة من اب وام واحدة لا فرق بين الحاكم واقل الخلق شأناً .
- فلوح بيده استهانة وقال : لست اول مسلم احادثة ، انى اعرف عنكم اشياء واشياء ، ماقلت حقا شعاركم ولكن هل يوجد لتلك الاخوة المزعومة اثر فى المعاملة بين الناس ؟
 - فقلت بحرارة و قد تلقيت طعنة نجلاء : انه ليس شعارا ولكنه دين ..
- فقال ساخرا : ديننا لا يدعى ما لايستطيع تطبيقه ..
- فقلت وقد شدتنى الصراحة الى اعماقها : إنك رجل حكيم ، إنى اعجب كيف تعبد القمر وتتصور انه إله ؟!
- فقال بجدية وحدة لأول مرة : اننا نراه ونفهم لغته ، هل ترون إلهكم ؟
- انه فوق العقل والحواس .
 - فقال باسما : إذن فهو لاشىء!
كدت الطمه ولكنى كظمت حنقى واستغفرت ربى وقلت : انى اسأل الله لك الهداية .
- فقال باسما : وانى اسأل إلهى لك الهداية .

بعيدا عن اى معنى او مغزى اقصده جدا وراء الجزء دا من الرواية ،، انا مفتونة بــ نجيب محفوظ .
رواية رحلة ابن فطومة عززت و رسخت فى قلبى حلمى الابدى وهو انى اكون رحالة .. لعل فى الامر خير !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.