الاثنين، 31 أكتوبر 2016

رسالة الى الرفاق

الانتحار .
الانتحار فن من الفنون ايضاً ، على البشر أن يتقنوه جيداً قبل القدوم عليه .
الانتحار - هو عمل انساني جليل ، يقوم به اصحاب القلوب البائسة و اليائسة .. نحاول أن ننقذ تاريخ الانسانية من موتنا المستحق من قِبل الدولة او المجتمع .
ان الموت في انتظارنا آجلاً عاجلاً - سواء موت بسلاح الإعداء او موت بكامل ارادتنا و هو الإنتحار .. و لا احد - لا احد يعلم مِن مَنّ يعيشون معنا اننا على شفير الموت .
ان حياتنا مليئة بالشكوك و الحماس ، و بداخلنا الخواء الاعظم ، لقد فقدنا السند على هذه الارض - كالأب مثلا - الذي فقدّه انا يوماً ، و كالأم مثلا - التي لطالما لم اعرف او افهم معنى الامومة رغم وجودها ..
اصبحنا نستلذ الوحدة  ، و ضحية هذه الوحدة سنكون نحن فقط ، نحن ضحايا الوحدة الموحشة الذي سببّها لنا المجتمع .
اصبحنا مستهلكين يا رفاق - طاقتنا تم إهدارها من اجل لا شيء ! لم نحقق ما تمنيناه و لا في استطاعتنا أن نتوقف عن التمني يوماً .
يتحدث من حولنا كثيراً كثيراً - يملئون الكون طاقة سلبية بحديثهم الغير مفهوم و الغير مرغوب فيه .
اننا اعظم من هؤلاء البشر الذين يعيشون حولنا يا رفاق ، اننا الاكثر جمالا نعيش وسط الاكثر قبحاً .
و لأننا الاعظم و الأجمل - فعلينا أن ندخل في نقاش مع الرب وجهً لوجه ، علينا أن نبحث عنه في الاعالي و نعقد اجتماع طاريء معه .. علينا أن نُدينه ! علينا أن نقوم بإنقلاب عسكري في السماء لإحتلال مكان الرب ، لم يقم بدوره جيداً !
"الأنا" لدي ليست متضخمة - انها مثقلة بالحزن فقط .
يا رفاق - اننا مصابون بالجنون ، اننا نتمنى و نحلم بأمور لا مكان لها هنا على هذه الارض ! ماذا يعني البحث عن السلام والحب و الجمال ؟!! اننا مجانين لبحثنا المستمر عن هذه الامور ! كان يجب أن نردد مثل هؤلاء القطيع "عاش الرئيس" او نصرخ في منابر مساجدهم ونقول "عاش رجال الدين الاموات والاحياء" .. هؤلاء من قمنا بتقوية عدائنا وخصامنا معهم بطرق عميقة !
علينا أن ننتحر يا رفاق - و انا لا أدين لاحد بشيء ، لم يساعدني احد - جميعهم تركوني تماما كالغريقة في المحيط الهادئ .
لم نستطع أن نساير هذا العالم ! لم نستطع أن نكون احباب جيدون - و لا ابناء جيدون - و لا موظفون جيدون - ولا اصدقاء .. فشلنا أن نساير روتين هذا العالم ، أن العالم كان ثقيل على قلوبنا كثقل الجبال على حشرة صغيرة ! لا قدرة لنا على المواصلة .
اشعر بكم - تريدون الصراخ ! سنصرخ سوياً ولكن في عالم اخر يا رفاق .. علينا في البدء أن نحرر وجودنا الفيزيائي و أن نلقي ثقل الآمنا بعيداً في قعر الارض ، علينا أن نُنهي استخدامنا للحزن بشكل لائق .
و حين نُنهي مهمتنا العظيمة في الانتحار - سأعطيكم نبذة عن ما سيحدث بعد موتنا .
اسمعوني جيداً - سيخجل الاهل من طريقة موتنا ، و المتدينين سيصبون لعناتهم علينا و يرددون "كفرة كفرة" ، و المتفائلون سيخبرون من حولهم اننا كنا ضعفاء و الحياة تحتاج الاقوياء فقط ، و هناك بعض البشر سيشعرون بالشفقة حيالنا .
جميعهم اوغاد - يشبهون الدولة و يشبهون رجال الدين .
لم استطع أن اكون برجماتية ، لم استطع ابداً أن اكون مثلهم يا رفاق .
يا رفاق - نحن الاعظم على مر تاريخ الانسانية و بالرغم من هذا لن يذكرنا احد ! و كما تعلمون - أن من يكتب التاريخ هم الاوغاد المنتصرون ، و نحن انهزمنا هزيمة كبرى - فلنبتعد و نترك الساحة لهم ، ليمارسوا كرههم .



الأحد، 30 أكتوبر 2016

المجد لنا

الاختلاف والانفصال عن القطيع مش سهل وبسيط زى ما انتم متخيلين .
هو مغري ليكم - من بعيد .
لكن في الواقع - هو متعب جدا و محبط ، محبط لعدم وجود دعم معنوي من اي حد يقولك ياله كمل - انت صح كمل - او حتى ميقولكش انت صح بس يسيبك - يعني احنا مش طالبين اكتر من أن الناس تسيبنا بأختياراتتا سواء كانت صح او غلط "اللي هي اختيارات  مش بتضر حد" .
الاختلاف في مجتمع - اللي المختلف فيه هو متهم بالفجور والفسوق مش سهل وبسيط .
ترديد أمثلة شعبية زي "خالف تعرف" دي كانت كارت ارهاب لأي حد يفكر خارج القطيع .. كانت بتخلينا نخرس تماما - كانت بتتقال من باب السخرية على اي حد قرر يقول "لا" .
الاختلاف عن القَطيع - بيصيبك بالاحباط و بيتطور لو سيبت نفسك وبيتحول لهواجس انتحار .
الاختلاف في مجتمع الكل متشابه فيه - بيكون جريمة اخلاقية .. الاختلاف بيحولك لشخص وحيد و منبوذ و احيانا مكروه .
اهلك بيبعدوا عنك و اصحابك في الماضي بيشيلوك من حساباتهم ! و مع مرور الوقت بتكون واضح إنك "مميز" وسط القطيع ، بيفقسوك و تتكشف تماما .
الاختلاف الناتج عن الوعي - وعيك بالقضايا الانسانية بتزداد - فكل تصرف وكلمة بتتقال منك بتكون مختلفة لان طرحك للامور والقضايا مختلفة .
بنقرر نعمل دوائر لنفسنا - دوائر من البشر تشبهنا ، احيانا بنفشل في اختيار الصديق للإنضمام للدايرة او القوقعة اللي بنعملها لحالنا ، بنقع في اختيار واحد بيردد شعارات لجذب الانتباه - و دول بيتفضحوا وبيتعرفوا تماما - بيقولوا شعارات وسطنا و وسط التجمعات البشرية و اول ما يرجعوا بيتهم بيبدؤا يمارسوا ذكوريتهم و سلطتهم والابوية في البيت مع محيطهم ، عقلي بيدي اشارة أن الشخص ده مش حقيقي !! مزيف - فببعد .
الاختلاف مخيف - الوعي محبط ، في لحظات من حياتك بتتمنى انك مكونتش قريت كتب ! في لحظات بتتمنى من اللي حواليك انهم ياخدوك تاني في حضنهم ! تقولهم : انا هكون مطيع/ة- بس ارجوكم ضموني من جديد للقطيع .

و اوقات كتير - بنكون فخورين بحالنا ! خصوصا في القضايا الانسانية والحقوقية .
المجد للي قالوا "لا" في وجه من قالوا "نعم" .
احنا قله - و القله هما اللي بيغيروا التاريخ .
المجد لينا - احنا مش قليلي الشأن ابدا ، احنا الاعظم .

أدب العدم

لا اريد ان يكون لدي أبناء ! لا اريد ان اكون امً ! اريد ان ينقطع نسلي - بحيث أُصبح انا والعدم سواء .
ما الجدوى من الانجاب ؟! ما الجدوى من استمرار نسلنا على الارض ؟

أدب الاموات

سيتحول عجزنا على تغيير العالم و الواقع الى عجز في اجسادنا ، و حينها - حينها سنُشبه الاموات .. إن لم نكن اصبحنا امواتٍ بالفعل .

ورطة

الاهل و الاصدقاء و من نعيش معهم اصبحوا غرباء الروح - و الغرباء عنا الذين يمكثون بعيد  و بيننا وبينهم بحار ومحيطات و حدود اصبحوا هم المقربون .
إنها الورطة الاسمى على الإطلاق .. إنها الغربة الاسوء على الإطلاق .

تفاصيل

من المحتمل أن نقع في الحب ، و الوقوع هذا اراه وقوع في قلب العالم .
وقوع في تفاصيل الكون - و لا مفر من مشاهدة حالنا هكذا - لا بيدنا شيء و لا نملك قوة للسيطرة على الامور ، سنقع و سيتحول الآلام التي يسببها الوقوع في الحب الى فلسفة يتشدق بها الفلاسفة لكي يحذروا الاخرون من الحب .

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

حائرة سليم - و الرابطة الروحية

جميلة جميلة .
عادةً ما اُكرر الكلمة مرتان او اكثر في النطق حين اصف امر ما "فوق العادي" - الامر تلقائي  .
أضع يدي على رأسي بشكل لا ادراكي بحيث تكون محاولة مني لرفض جميع الافكار بعقلي و أريد ان ابقي فكرة واحدة - وهي الاستمتاع بفكرة وجود إنسان  ما على الارض بهذه الخفة و الجمال .
انا فتاة تستطيع الطيران - نعم - استطيع الذهاب الى اي بلد و اي مدينة واي منزل و حتى استطيع اختراق الحجرات - استطيع ايضا الطيران بداخل قلوب البشر ! استطعت الطيران منذ ايام معدودة - في يوم 12 اكتوبر - الى لبنان و اخترقت جدران المنزل و الحجرة و الجسد وكنت بداخل قلب انسان ما .
وجدت فتاة - عصية تجاه الاوامر التي يصدرها قادة وسادة العالم من بين مجتمع ذكوري و ابوي و متدين محافظ !
وجدت فتاة - ابنة عالمي و تعيش فيه ، بغض النظر عن مكان مولدها و عن حدود الزمان و عن الظروف المختلفة في المعيشة والتركيبة الشخصية التي بيننا .
قررت بداخل عقلي المضطرب ان اتشارك معها افكاري ..انا و هي - ستسمع الارض والسماء والمياة صوتنا ! و ليرتعش العالم كله بخطواتنا الثقيلة .
او لربما - سنذهب - انا وهي - نحو الظلام ونختفي بداخله ، فكما قالت لي الفتاة في يوم " وحده الليل الذي يستطيع حمايتنا دون ان يقتلنا" .
هنا هنا - يوجد حبل ، حبل قوي وغليظ - يربطني بالفتاة برباط قوي ، لربما تكون " رابطة روحية" ! 

مستمرة انا بالكتابة - و لأول مرة اشعر ان احيانا نكتب عن الاخر و للأخر ،،إن هذا الشعور بالاستمرارية يعد امتيازاً ، انه يجعلك جزءاً من فئة يوجد فيها شعور عميق بالتضامن .
حائرة - هي فتاة لبنانية من الجنوب ، لديها رشاقة وتمرّس في الكتابة - ثائرة على اعراف مجتمعات عربية لازال الحكم القبلي و العشائري يسيطر بها !
حائرة - فتاة يجمعني بها الثورة على الافكار المحافظة وتبني الافكار التقدمية .. لم اقابلها ، و يلهمني فكرة انه كم من انسان على هذه الارض رفيق لنا دون ان نقابله / ها ؟!
اجهل عنها الكثير و الكثير من الصفات الشخصية و الانتماءات الايدولوجية و فلسفتها نحو الحياة و ما هو المفضل لديها من نوع مزيكا و فيلم و لون وطعام وشراب .. و لكن - ما فائدة المعرفة !؟ فنحن نعيش مع اناس نعرف عنهم تفاصيل حياتهم - ولكن اصبحوا في النهاية غرباءٌ عنا ! ماذا لو عرفت و رضيت شغفي بالمعرفة بها - لربما ينتهي الامر الى العادية .. والخوف من ان نكون عاديين - العادية التي يمتاز بها البشرية جمعاء ، نحن لسنا عاديين .
لتصبح من فتاة يعصف بذهني الشغف نحوها الى فتاة عادية ! 
انا و هي - نحن عباقرة - والعالم من حولنا اقزام ، نحن نحمل فكرة مختلفة عن القطيع و نلقيها في وجوههم - والاقزام يدافعون عن الافكار العادية المنتشرة بين القطيع - فالقزم هو فرد من القطيع .
انا لا احكي عنها - لا احكي عن حائرة الفتاة اللبنانية - انا احكي عن العلاقة التي تجمعني بها ، عن الرابطة الروحية .

انا اكتب الى حائرة - و الى قلبها كل السلام .

الاثنين، 17 أكتوبر 2016

السلفيين و الوسطيين - رعاع الكوكب

ما بين الطائفية و العنصرية و التمييز ضد اي مختلف عنهم دينياً و مذهبياً - ما بين إيمانهم بتخاريف واساطير "شيوخ ورجال دين" - ينتج لنا ( الكره ) - او بصيغة اخرى ينتج لنا ( الإسلاميين) .
فمرادف ( كره ) = إسلامي .

الإسلاميين و ما يندرج تحتهم من مستويات مختلفة من الطائفية و التمييز و الكره و هو ما يسمى من الوسطيين - الوسطية في الاسلام يعني ( احمد ربنا اني سايبك عايش في بلد احنا المسلمين اغلبية فيه) - ايا كان مين المختلف عنهم .
الوسطية في الاسلام يعني ( لا مش هنقتلك لا ابداً - بس انت مش هتوصل لمناصب سياسية او عسكرية او ادارية "إلا بمحدودية" علشان انت مسيحي كافر واحنا بلد الاغلبية فيه مسلمين - لا مش هنقتلك لا ابداً - بس انت لو معتنق اي دين غير المسيحية مثلا زي "البهائية" فياريت تمارس شعائرك في السر ومفيش داعي تجهر بيها حفاظاً على مشاعرنا احنا الاغبية المسلمين و ياريت لو انت فاطر في رمضان متجهرش بفطارك علشان دي معصية وانت بتجرح مشاعري كمسلم سُني من الاغلبية ) .
وسطية في الاسلام يعني ( لا مش هنقتلك - بس هنوديك السجن ونرفع عليك قضية ازدراء اديان إذا تم المس بمقدساتنا وامواتنا اللي في القبور من مئات السنين زي قضية اسلام البحيري لما كشف واقع البخاري ) .
الوسطي يعترض على استخدام السلاح لقتلك بس دا ميمنعش انه هيفرح لما تموت علشان انت كافر وعاصي - و بيستخدم طرق اخرى لقمعك والحد من حريتك ..
الوسطي لا يختلف عن الاسلامي الداعشي !! فقط الاختلاف يكمن في طريقة قمعك - مابين الموت و السجن و القمع " يكمن الفرق" .
الوسطي ممكن يختلف عن الاسلامي في المظهر الخارجي - يعني البنت تلاقيها لابسه الجينز و حجاب مودرن او من غير حجاب كمان  وموبيل حديث و هلم جره - والرجل بيلبس البنطلون الجينز برضو ومش بعيد تلاقيه بشعر طويل وبيسلم عادي على البنات و بيكون بيشرب خمور كمان ،، بس كل دول "الولد والبنت - اصحاب الهيئة من الحداثة" اول ماتجيبوا سيرة دين وحرية وعلمانية قدامهم - بيتقلبوا لثيران بتنطح - بيتحولوا لنفس الشخص ابو جلابية و زبيبة ودقن 50 سم او لست ملثمة لابسة نقاب - بيتحولوا لداعش بس معهوش سلاح مش اكتر - بس نفس كمية الكره اللي جواه هي نفس كمية الكره اللي جوا الداعشي .. هتلاقي الوسطي دايما بيحاول جاهداً انه يعمل دعاية لنفسه على انه قد ايه هو كوول ومتقبل الاخر واوبن مايند - بس واقعياً هو ميتقلعش من رجلك زي الاسلامي السلفي .

لا فرق جوهري واضح بين الاسلامي الداعشي و بين الوسطي - كلاهما يؤمن ان المرأة لا تخرج من منزلها و لاتضع عطر - لانها ستكون زانية في هذه اللحظة .
كلاهما - يرى ان المرأة ملكية خاصة - يجب السيطرة عليها ، يقدمون تبريرات ممتازة لإضطهاد المرأة .. هتلاقيهم متفقين ان حجاب المرأة وتغطيتها وتهميشها هو امر مفروض ولا جدال عليه - يمكن حبايبي بيختلفوا بس على شكل الحجاب بين حجاب رأس او نقاب كامل .
كلاهما - يؤمن ان على المسيحي دفع الجزية !! بربكم - ديانة واحدة فقط لا يستطيعون تقبل معتنقيها وسط 4000 ديانة في العالم !
كلاهما - منطلقهم نحو الحكم السياسي والحياة الاجتماعية هو " تطبيق الشريعة الاسلامية" - الامر مغلف بالدين تماما - و دا يخلينا نرجع من جديد للقول بأن " كل شيء مغلف بالدين ما هو الا بداية للطائفية والتمييز - ونهاية لاي مفهوم انساني" .
كلاهما - يظن ان الكون والمجرات يدورون حول دينهم وحضارتهم .
كلاهما - لا يدرك ان مقدساتهم هي خرافات بالنسبة للاخرين - ودائما ما نردد ان ما تقدسه انت ليس بالضرورة قابل للتقديس بالنسبة للاخرين ! بالتالي لما حد يسخر من شعائرهم يقتلوه او يسحلوه او اضعف الايمان يسجنوه بحجة " غيور على ديني" الجملة الاشهر على الاطلاق في ألسنة المسلمين جمعاء ! الجملة اللي بعتبرها بذرة ظهور داعش والجماعات التكفيرية كلها - ما هم بيقتلوا الاخر بحجة حبهم للدين وإعلاء اسم الله .
الاسلاميين "رعاع الكوكب" كما احب ان اسميهم دائما - عايشين لسه على ماضي تاريخهم اللي ريحته كلها دم وقتل و انتهاك حرمات وفض بكارات فتيات و استغلال دين  - الاسلاميين ومن اتبعهم بمختلف الدرجات هما مش اكتر من مستهلكين - مجتمع مستهلك فقط - عايز يحكم العالم بشريعته !
هيحكم العالم بشريعته - بس بسلاح الغرب الكافر ! يعني حتى مفكرش انه ينتج ! بس هينتج ايه !؟ هينتج كره بس .
وليه ينتج اصلا طالما الغرب موجود ؟! يعني على رأي كاهن الاسلام الاكبر " الشيخ شعراوي" لما قال عن الغرب : هؤلاء الغرب يعتبروا من جنود منافعنا نحن - لانهم يشقون ويتعبون كي نستفيد - فهم كالمطايا بالنسبة لنا !! الشيخ شايف ان علماء الانسانية زي الحمير - هما يتعبوا ويشقوا واحنا ناخد مجهودهم ونستهلكه - ودي فهلوة وشطارة المفروض نفتخر بيها يا اخونا يعني .
تفسيراتهم في الدين لسه متخطتش عصور و بيئة الصحراء والقبيلة - لسه عايشين بفكرهم وعقولهم عام 20 هجريا مثلا ! ومظهرهم الخارجي من اول القلم اللي بيكتبوا بيه الى الطيارة والعربية اللي بيركبوها كوسيلة مواصلات من مجهود ومنتج حضارة "انسانية" - حضارة قررت انها تحترم الانسان بكل اختلافاته الجندرية والاجتماعية وميوله الجنسية ودينه وعقيدته و ايدولوجيته وافكاره وغيره من اختلافات - " حضارة الغرب هي حضارة علمانية بأمتياز" .
الاسلامي بيجن جنونه لما تقوله "حرية" - الوسطي المحافظ بيموت برضو من كلمة "حرية" ، و كل اللي وصلوا له عن مفهوم حرية - هي الحرية السياسية و تغيير نظام سياسي مكان نظام سياسي اخر .
الاسلامي المتطرف والوسطي اللي بيستخبى في "مظاهر الحداثة" - تلاقيهم مرتبطين بجملة ( غيور على ديني) ، الجملة اللي بينتهي قائلها دائما و ابدا الى مجرم و طائفي وحقير تماما كالسلفيين " رعاع الكوكب" .

هتلاقي الوسطي بيردد ويقول ان " لا اكراه في الدين "  - في حين ان لو فكر فقط مجرد التفكير - ان انسان ما "مسلم" ترك الاسلام - هيكون نهايته ايه غير القتل ؟!!
السلفيين و الوسطيين - بيقوموا بإكراه الاخر في الدين - و داعش والجماعات اخواتها في الفكر والعقلية هم القوة التي تتولى الإكراه بإسم الدين بجدية وعزم واخلاص اكثر من غيرهم - العنف غير مرفوض بأسم الاسلام - و معظم المسلمون بدرجات تشددهم و وسطيتهم المنافقة بيقولوا  ان لا بأس باستخدام العنف باسم العقيدة - وان قتل المرتد واجب و ان العلماني كافر !! ففي النهاية ازاي الاسلام بريء ؟!


في نظري - ان التأويل والتفسيرات الدينية المنتشرة بين المسلمين هي السبب الرئيسي لعدم تكيف المسلمين مع الاخر .
المسلمين مش قادرين يتكيفوا مع العلم والحضارات الانسانية والحريات وحقوق الانسان اللي كل يوم بتتطور - الفضل يرجع "للشيوخ ورجال الدين" .
لما الشيخ او رجل الدين يقول (( ان الاسلام يرفض كذا ويقبل كذا )) - فدا غلط ببساطة - لان الاسلام لا يقول ولا يرفض ولا يقبل ، اللي بيقول وبيرفض وبيقبل هو شخص ما قرر يكون وصيّ على الاخرون - اللي بيرفض ويقبل هو انسان لا يختلف عني في شيء سوى انه قرر انه يكون "نائب إله" .... (( مقال عن العلمانية كنت كتبتها من سنة - العلمانية كفر ))

اقتباساً من دكتور نصر ابوزيد لما قال " الحضارة المصرية القديمة هي حضارة (ما بعد الموت) - و الحضارة اليونانية هي حضارة (العقل) - اما الحضارة العربية الاسلامية فهي حضارة (النص) " .
و دا لان الاسلامين واشباههم من الوسطيين المنافقين - بيعطوا النص القرأني الاولوية الكاملة لتحديد مجريات امورهم في الحياة كلها .

هتلاقي دايما الاسلامي و الوسطي - بيولول - وشايف نفسه مضطهد و ان فيه مؤامرة عليه وعلى دينه !! في حين انه لما بيخرج بره مستنقع الشرق الاوسط بيلاقي كل الحرية لممارسة شعائره - الحرية اللي هو بيرفض يديها لغيره في بلده !

في النهاية - فتح باب التأويل من جديد و تسليط الضوء على التفسيرات الحديثة و العصرية الملائمة لهذا العصر لحفظ حقوق الانسان و لمواكبة المسلمين للعالم - لربما هيكون بداية التقدم للمجتمعات الاسلامية والشرق اوسطية .

اعزائي رعاع الكوكب - الدين خُلِق لخدمة الانسان - و ليس الانسان خُلِق لخدمة الدين ، فمفيش داعي من تشويه صورتكم اكتر من كدا قدام البشرية - ومش كل ما نرفض شيء او نقبله - تطلعوا انتم زي الخازوق و يتقال اصل الشريعة بتقول كذا وكذا  ! الانسان اهم من الشريعة والدين يا معرصين ! و لو انت عايز تمشي على حسب الشريعة المهلبية فمتقرفنيش انا وغيري جنبك يعني !!
حبايبي السلفيين والوسطيين و اشباههم من بني البشر بحكم التركيب الفسيولوجي يعني هما بشر للاسف - الله مالوش قرايب علشان تنزعجوا نيابة عنه !! الله مالوش قبيلة و عشيرة خاصة علشان تكونوا انتم عشيرته وقبيلته و تلموا بعض كما لو كنتم رجال عصابة وتروحوا تقتلوا في غيركم لإعلاء اسم الله !! و يا ترى مين رئيس العصابة ؟!

آلا يكفي ازدراء لإسم الله ؟
آلا يكفي كره و قتل !
آلا يكفيكم سحب الاكسجين من الهواء هباءاً !؟



الأربعاء، 5 أكتوبر 2016

عن المثلية الجنسية بين الماضي والحاضر

حسناً - انا بقالي شهر تقريبا او اكتر مبعملش حاجة غير البحث على الانترنت عن "المثلية الجنسية" .

قريت ان الانسان - يقدر يكتشف ميول جنسية مختلفة تماما عن ما هو كان عايش بها طول عمره - يقدر يكتشف ان بنفس حبه واعجابه بالنساء ، هو ذاته مقدار الحب والاعجاب بالرجال .. والعكس صحيح مع النساء .
المثلية - مرتبطة بالجينات ، شيء فطري خالص - وفيه دراسات كتير بتؤكد دا  Nature World News ، Male homosexuality influenced by genes, US study finds ، Homosexuality May Start in the Womb 
و ايضا فيه دراسات بتقول ان "جميع النساء" بايسكشوال - و إن هن اذا لم يكتشفن ميولهن الجنسية نحو النساء فدا لانهن لازالوا لم يختبرن ميولهن تماما - Women are either bisexual or gay but 'never straight
المثلية الجنسية منذ عام 1990 وهي اتحذفت تماما من قائمة "الامراض النفسية" عند منظمة الصحة العالمية World Health Organization، و فيه كتير من الجمعيات و هيئات الصحة الامريكية  American Psychological Association

ادراجي للينكات "علمية" عن فطرية المثلية مش معناها تحايل على البشر انهم يتقبلوا المثليين - كسم اي حد رافضهم ببساطة .
و انا مش منتظرة العلم يقول كلمته في امور بديهية جدا مرتبطة " بحقوق الانسان" - مرتبطة بحرية الانسان في التعامل مع " مؤخرته" !
و لو !!  نحن على اعتاب 2017 - و فيه ناس عايزة تّدخل في " غرف نوم وسراير" بعضها البعض !؟ الوقاحة واقتحام الخصوصيات والتدخل فيما لا يعنينا وصل لأعلى مراحلة ! وصل الى مرحلة البجاحة العلنية !
المثليين في الشرق الاوسط - من اكثر الفئة المضطهدة بشكل عنيف - اللي مع مرور الوقت تفكيرهم في الانتحار اصبح شيء اعتيادي ! 
و لو على الدين - فنحن لسنا في دولة ثيوقراطية - علشان نصوص دينية و كام واحد بدقن وزبيبة يفرضوا على الاخرين افكارهم !
هذا ان افترضنا ان المثلية  لها حد في الشريعة والدين ! لا يوجد حدود ضد المثلية - والعقاب اللي حصل على قوم لوط "كان عقاب إلهي" ، وان في النهاية قوم لوط كانوا في الاساس مجرمين ومغتصبين .
و هذا ان افترضنا ايضا - ان المثلية الجنسية بعيدة عن العرب والمسلمين - وان الامر مرتبط بالحداثة مثلا !!

خلينا نشوف التاريخ الاسلامي : 

المثلية كانت موجودة في العصر العباسي"العصر اللي كان فيه اسواق للواط"  و العصر الاموي و العصر الاندلسي - الى درجة انه كان بيتكتب في الغلمان "اشعار" ، على سبيل المثال - ابن ابي البغل لما قال ( و إلا فالصغار ألذ طعماً و أحلى إن ارد بهم فعالاً ) 

ابو نواس - انا بحب ابو نواس واشعاره بشكل عظيم وبتبجيل شديدين - ابو نواس كان مثلي جنسيا ، هو وقع في حب رجل كان حسن الجمال و كتب عنه اشعار وقال ( يا مُوعِدي القَتلَ ظلماً لقد - خالفتك في الخنجر كفّيكا ، ما خنجر يقتلني سيدي - أقتلُ من تفتير عينيكا ، يا من دعا قلبي الى حبه - فقلتُ: لبيك وسعديكا ، هب لي - ولا تبخل يا سيدي - فترةً ما بين فخذيكا ) ! 
قصص ابو نواس مع المثلية متعددة - ما بين الغلمان وما بين الرجال ... " المصدر - ابو هفان ابن حرب المهزي - اخبار ابي نواس " .

اما الخلفاء المؤمنين - فكان يزيد بن معاوية مشهور بممارسة المثلية - و الوليد بن يزيد بن عبد الملك - وفي العصر العباسي كان الامين معروف علناً بممارسته المثلية مع الغلمان ، ورفضه وجود اماء وجواري في قصره ، و كان واقع في حب غلام اسمه كوثر ، وكتب عنه شعر وقال ( كوثر ديني ودنياي وسقمي وطبيبي - اعجز الناس الذى يلحى محباً في حبيب) - و الخليفة المأمون اتقال عنه رواية انه كان الوزراء بيتوسطوا غلام جميل نظرا لانه المأمون كان متيم به وقال عنه بيت شعر لما سأله المأمون وقاله انت اسمك ايه ؟ قال له "لا ادري" ، فرد المأمون وقال : تسميت لا اداري لانك لا تدري بما فعل الحب في صدري .
و في خلافة المأمون كان فيه قاض مشهور اسمه يحيى بن اكثم - كان معروف بعمله الديني الواسع - اشتهر بكتابة اشعار وغزل عن ولدين - و اتعزل عن منصبه بسبب ممارسته للمثلية .

والخليفة المتوكل والمعتصم - اللي قال عنهم المسعودي في كتاب مروج الذهب - ان المتوكل كان عاشق لفتى اسمه هاشك والمعتصم كان بيجيب الغلمان من الاتراك في قصره ووصل عددهم الى 4000 غلام . 

البلاد العربية والاسلامية كان ممارسة المثلية الجنسية شيء عادي - خصوصا المغرب - اللي كانت بتعتبر قبلة "الحريات الجنسية" - لكن في ظل ازدياد الفكر الوهابي في العالم العربي - وفي ظل تضخم قوة السعودية في سيطرتها على البلاد العربية "بتصديرها للفكر الوهابي" ما كان على المغرب وباقي الدول العربية إلا ان "تُجرم" المثلية الجنسية تحت ضغط من السعودية - مع العلم ان المغرب جرمت المثلية منذ عام 1972 فقط .
المثلية في العالم الشرق اوسطي قديماً كان علني وكان بيلاقى قبول اجتماعي - فقط ظهور دولة فاسدة قائمة على التطرف والكره "كالسعودية" هي من انهت الحريات و حقوق الانسان .

في النهاية - السياسيين النهاردا لما يحبوا ياخدوا دعم من المواطنين - يبدأوا بترويج انهم داعمين للمثلية الجنسية ولحقوقهم .
مريب - مريب جدا ان حقوق الانسان تصبح النهاردا " مادة للجذب السياسي" - مريب ومخيف ان الانسان وحقوقه اصبحت اداة لممارسة السياسة .
حقوق الانسان مش مجال للتفاوض ابداً .

كل الحُب لأي إنسان على الأرض يُعافر من اجل نيل حريته/ها .