الاثنين، 21 نوفمبر 2016

معاناة أهل النوبة في بلادهم

قضية أهل النوبة بتواجه تعتيم  مقصود و مباشر من الدولة واجهزتها - و تعتيم غير مباشر من المجتمع المصري بسبب حالة اللاوعي اللي عايشها المجتمع بسبب الفقر والجهل .. واللي انتهى به الحال ان المواطن المصري اليوم مش مهتم بأي حقوق غير حقوق " الاكل والشرب" - اللي مش بعيد يتنازل عنهم كمان للدولة وحكامها ورجال اعمالها .
اليوم و بعد مرور عقود و عقود على تهجير اهل النوبة من بلدهم وقراهم ، خرج بالأمس بعض الاقراد للتظاهر و لاعلان الرفض لبيع اراضي النوبة و اراضي اجدادهم من قِبل الدولة !
و بالتالي تخرج علينا الدولة عن طريق ادواته " كالإعلام" بإتهام اهل النوبة بقطع الطرق - و خطف سياح " معرفش هما فين السياح اصلا اللي هيتخطفوا!!" - و محاولة هز صورة السياحة في العالم ! ( لول - السياحة مضروبة من وقت ما الدولة نفسها نزلت ضرب في السياح المكسيكيين وقتلتهم عن طريق قصف جوي"بالخطأ"  و كمان من وقت ما الدولة برضو مش قادرة توفر الامن للسياح ) .

النوبة بتمثل لسكانها واهلها حياة و وطن - تاريخ اجدادهم و ثقافتهم و موروثاتهم - و اللي حصل من وقت 1902 مرورا بالمغفل جمال عبد الناصر نهاية الى المأسوف عليه وعلى حكمه عبد الفتاح السيسي - ان اهل النوبة تم قيام "جريمة" ضدهم واضحة وضوح الشمس .
التهجير القسري جريمة - و دولة كمصر من أنجح الدول في القيام بجرائم ضد مواطنيها .. بدايةً من نوبيين مروراً باليهود نهاية بالأقباط .
اهل النوبة تم تهجيرهم قسرياً بسبب حروب و بناء السد العالي على ايام المغفل جمال عبد الناصر " تخيلوا ان المغفل عبدالناصر بيعتبر ان تهجير مواطنين من ضفاف النيل هو جزء من التنمية المحلية - زي ما عمل تهجير لليهود و كان وقتها تهجيرهم أمن قومي ! " .
و اليوم - الدولة بقيادة سلسلة من المغفلين اللي ربنا بلانا بيهم واللي بنتوارثها في إدارة البلاد - بيرفضوا عودة اهل النوبة لاراضيهم من جديد بحجة " تحويل بعض اراضي النوبة الى مشاريع سياحية تخص التنمية المحلية" .. وطبعا مرفوض اي محاولة للتظاهر او الشجب من قِبل النوبيين ضد الدولة ..
 طبعاً -  المفروض الدولة والجيش يسرقوا الاراضي ويهجروا الناس ومحدش يعترض !! و إلا ! و إلا هيتم اتهامك بالعمالة للغرب و الخيانة و دا اللي حصل بالضبط في عهد مبارك - لما حاول بعض النشطاء النوبيين توصيل صوتهم للامم المتحدة ، واللي بعدها تم اتهامهم بالخيانة وتشويه صورة مصر بالخارج " وقتها كانت الفزاعة اللي بتمُارس ضد الشعب هي فزاعة الغرب " .. او لما تم اتهامهم اليوم بقطع الطرق وممارسة البلطجة !

مش بميل لإستخدام مصطلح "اقليات" - لكن مؤسف و مخجل لمجتمع كامل انهم يحسسوا اي حد مختلف عنهم " دينياً  و عرقياً و جنسياً و ألخ" بأنهم أقلية في المجتمع .
النوبيين يعانون من تسلط مجموعة تتمتع بمنزلة إجتماعية و أمتيازات أعلى - النوبيين يعانون من عنصرية و همجية ضدهم من قِبل افراد المجتمع .

اهل النوبة يحلمون بالعودة لارضهم وارض اجدادهم - ارض ثقافتهم و موروثاتهم .
يحلمون بالعودة الى بيوت يسكنها النخيل ويجاورها النيل - بيوت ملونة و مزخرفة - حقيقي الجمال بيشع من الحيطان والألوان ، و قبل دا كله - الجمال بيشع من قلوبهم و لغتهم .
اهل النوبة محافظين على أصالتهم بالرغم من كل الهمجية اللي قابلوها من الدولة ، قدروا يحافظوا على جمالهم الداخلي - قدروا يحافظوا على هويتهم .
حافظوا على جمالهم بالرغم من محاولات الدولة و المجتمع لترسيخ ثقافة العنصرية والاضطهاد والتقليل من شأن النوبيين و أصحاب البشرة السمراء - خصوصاً في السينما و الظهور بأن اصحاب البشرة السمراء هم الأقل شأناً  أجتماعياً و ثقافياً .

خليني اعيد كلامي اللي بقوله بمناسبة و بدون مناسبة - المرأة مش هتاخد حقوقها الا بأيديها - المسيحي مش هياخد حقوقه الا بأيديه - البهائي مش هياخد حقوقه الا بأيديه - النوبي مش هياخد حقوقه إلا بأيديه ... مفيش أي داعي للأنتظار و الظن أن انسان مش بيشاركك معاناتك هيحس بيك او هيشاركك مطالبك .

و من عاداتي اني بنهي كتابتي لأي نص بإرسال طاقة حب عظيمة لأي انسان بيعاني على الارض .
كل الحب لأهل النوبة .



الأحد، 13 نوفمبر 2016

مرحباً ايها الشر

أحاول ان اتقمص دور فتاة شريرة مؤخراً ، احاول ان استعير بعض الوقاحة من هذا و ذاك ! لعل وعسى استطيع المواصلة ولو وقليلاً و اتجنب هواجس الانتحار التي تلازمني منذ اسابيع !
ما الذي يدفع فتاة مثلي و في عمري الى الانتحار !؟
ربما بسبب العالم وشقاءه ! شقاء الانسان ! ربما لأني اتخذ الامور بجدية مفرطة و بأهتمام شديد ! كان يجب ان اكون برجماتيه .
الاخبار بالعالم ليست سعيدة - اللعنة اللعنة !! اللعنة الابدية تحاصر هذا العالم !
انا مرتعبة من فكرة تحولي - ان اصبح الإنسان الذي كرهته الغارق في العنف و الكره و المدمرة للجمال والحب والبراءة ! و هذا سبب أخر قوي يدفعني للأنتحار .. ربما اخفف الحمل عني وعن الحياة ، فأنا سأذهب و انا بكل حرية وخفة مطلقة - لم اجلب ذرية لهذا العالم لكي يمارسون الكره ، العالم أكتفى من البشر - فلماذا انجب مزيد من البشر على هذه الارض ! ألم يكتفي الجحيم ممن بداخله !
لقد أصبح القتل ممنهج على هذه الارض ، تحت الرقابة الدولية و السلطات !
ما زال الناس تقتل بإسم الأموات كالأنبياء و الرسل - بإسم الله و بإسم الوطن و العرق - و ما هو إلا ستار للقتل ضمن العبثية المطلقة التي تحاصرني - عبثية وجودي و وجودك - عبثية وجود الانسان .
اللعنة - لقد تحول العالم بأكمله الى معسكر .
لم أقف امام الأشرار ، لم أحاربهم .. اعتذر فأنا لست شجاعة .
انا لم أكن ابحث عن كنوز الارض - لم اكن اطلب العيش بقصر و امتلاك العالم ! لم اكسب المال من بيع الدين !
اكره هؤلاء الذين يسرقون كل الجمال في العالم - لم يتركوا لي شيئاً اعيش به ! حتى المرض اصابني و اصبحت افقد ذكرياتي مع أبي ، ذاك الذي كنت اعيش على ذكرياتنا سوياً في الماضي .. حتى ملامحه اصبحت تختفي من ذاكرتي تماماً ! أصبحت انظر الى صورته كثيراً مؤخراً حتى اتذكره جيداً - لقد نسيت نبرة صوته تماماً !
جل ما اتذكره عنه انه كان جميلاً - لربما مجرد بواقي شعور و عاطفه نحوه !

انا لا اتحمل لؤم وظلم وحقارة الممارسات البشرية ، نحن منغمسين في العهر .

لماذا يقتل الناس بعضهم البعض ؟ من اجل الاستمرارية ، من اجل قانون الحياة " البقاء للأقوى" صراع الحياة ملعون .
ماذا لو أصابني الجوع و لم اقتلك وتركتك تعيش وانا ذهبت بإرادتي للموت دون ان اسفك دمك !؟ إن من يدرك كينونة الانسان و الجمال يدرك ان إطعام كلب او قطة اجمل من اكل اللقمة وانت جائع .
لن اتقرب الى الله ابداً ! لن أرتدي عباءة الدين ! لن تسيل الدماء من فمي ويدي !
لن أنتمي الى عرق و طائفة ابداً ! لن أدافع عن تراب !

تخيلت حالي بطلة و منقذة للعالم منذ ولادتي ، تخيلت نفسي استطيع إزالة البؤس و الألم من على وجه العالم .. أعتذر لم استطع .
اتذكر كلمات العزيز فان جوخ حين قال " لن ينتهي الشقاء " .
او حين قال فيكتور هوجو " الوجع قانون إلهي " .
انا أقف بمحاذاة الحائط ، ألتصق به تماماً حتى لا يراني أحد الأشرار .. لم أخلع حجابي و لم أعلن خروجي عن الدين و لم أعلن اني لا أدرية ! و لم أعلن حتى عن ميولي في المطلق ! لا أستطيع التمرد - لا املك قوته ،، ولكن استطيع الإقدام على الموت بصدر رحب ،، بربكم !! أليس ما أعيشه الأن هو الموت و العدم و العبثية السرمدية ! ما الفرق بين وجودي الفيزيائي الذي بلا روح - و عدم وجودي الابدي ؟ سيان سيان - لا فرق .
أريد أن اختفي نهائياً كورقة صفراء تتساقط من على شجرة في غابة ميتة ، لا أعلم لماذا إلا لأنني فقدت كل ما يجعلني حيه .
أريد ان يكون وجودي أكثر خفة مما هو عليه الأن .

المشكلة تكمن في خوفي المستمر ، أخاف لمس الناس او التحدث معهم - اللعنة إنهم يرعبونني ، وهذا الخوف يزداد من البشر - الخوف من اني لا استطيع الرد على إساءة أحدهم فأغرق في حزني و ازداد لعثمة و ثقل في نطقي ! الخوف من لمس قلب محطم لأحدهم و لا استطيع اصلاحه - فأحبس روحي في غرفة وانام و لا استطيع النهوض مرة اخرى !

ما السبب الذي يجعلنا ان نستحمل هذا الجحيم ؟! هيا أخبروني .

صلواتي ، الى اولئك الغير مؤذيين - الذين صدمهم القدر في قلبهم ليأخذ كل الطيب على الارض - اولئك الصادقين الذين في هيئة زهرة جميلة مسالمة .. يا رفاق - هذا العالم ليس لكم - انه للقتل و للظلم و عبيد الاسياد ، اننا احرار و تلك القيود - قيود الحياة لا تتسع ليد مثل ايديكم .
هؤلاء البشر يعتبرونا غير منطقيين حينما نتحدث عن افكار تدعو للسلام و التي جل البراءة فيها ..
نحن بعيدون عن الغوغائية و منغمسون في العبثية - نحن بعيدون عن البشر وقريبون من الانسانية .
 نحن بعيدون عن الارض وقريبون من السماء .
هيا سننهي طريقنا و هذا افضل من مشاهدة نهاية العالم على يد حفنة من السفلة .
عليّ ان أعترف بأن " الأنا لدي متضخمة للغاية" - و لأن " الأنا" متضخمة فأنا لا استطيع ان اواصل مع الاوغاد البشرية التي على الارض ! انا افضل منكم جميعاً .
لا أريد ان اكون موجودة حينما يكشف العالم عن حقيقته التي اعرفها ! نعم انه نفاخر وغرور لأني فتحت عيني قبلكم وعرفت الحقيقة قبلكم .
انا فتحت عيني في وقت كان الجميع اغلق عينه - وفتحت أذني في حين الجميع رفض ان يسمع صوت الاخر - انا سمعت صوت آلامكم  و صوت آلام الحشرات و الحيوانات ! جميعهم معذبون على الارض .
يجب ان تملك القوة للحياة و العيش لمسايرة الألم - و انا خسرت المسايرة ، اصبح جسدي بالي لا يستطيع الاكمال - منهك و متعب للغاية .
انا مؤمنة ايضاً بأني لستُ وحيدة في الكون ، هناك رفاق يعيشون في كهوف و يكتبون مثلي - او ربما لا يستطيعون الكتابة و هذا اكثر ألماً .
أريد ان أحلق بعيداً و وجودي الفيزيائي يعيقني من التحليق بعيداً عن الأرض .

محبتي لكم يا رفاق .. واللعنة أصُبّها على الارض و على الاشرار .



الأحد، 6 نوفمبر 2016

بيسان - فيلسوفة في بلاد الشرق الأوسط

و لازال شغف الكتابة عن الرفاق ينتابني و يزداد .
فتاة جميلة - رفيقة من الرفاق التي اتشارك معها انتمائاتي الفكرية - نتشارك شغفنا بالسيد/فان جوخ - نتشارك سخطنا على الكوكب - نتشارك حبنا للفن و اللوحات - نتشارك بأرائنا حول الروايات و الأدب ، نتشارك الحياة بالرغم من وجود كل مننا في بلد مختلف عن الاخر .
فتاة مُشرقة ، و باطنها ليس أقل اشراقاً من ظاهرها - و الضوء الذي يشع من وجهها نابع من الضياء الذي يغمر قلبها .
تتحدث هي كما تتحدث أثينا - إحدى الألهة اليونانية و التي كانت إله الحكم والتخطيط - تملك القوة للسيطرة على مجريات الامور .. فحين تقرر فتاة ان تتبنى افكار تقدمية عليها ان تترك ضعف المرأة الشرقية و تنتمي لفريق القوة - ان تدرك انها امرأة لديّها عقل يفكر - و فيما يخص القوة فهي ليست فتاة ضعيفة ابداً ! تعرف كيف تدير شؤونها و ليست بحاجة لشخص أخر كي يدير شؤونها - جسدها ملكها - حياتها ملكها - خططها المستقبلية ملكها .. انها كالأله أثينا تماماً .
إنها مثال استطيع ان اختذل مفاهيم الافكار التقدمية والنسوية في وعيها نحو القضايا الانسانية .
 فمن منطلق وعيها النسوي تتحدث و تتبني افكاراً .
تتحدث هي كما تتحدث أفروديت - إحدى الألهة اليونانية و التي كانت إله الحب والجمال - تملك الحب في عمق قلبها و تنشره في المحيط حين تتحدث كما لو كانت أفروديت حقاً !!
فمن منطلق وعيها الإنساني نحو البشرية تتبنى الحب ديناً - ارى الله بشكل جلي حين تتحدث هي - فـ الله في نظري هو الحب المطلق .
حين تتحدث ارى فلاسفة العالم امامي - ببساطة شديدة و دون ان تدرك هيّ  تتبنى افكارأ و فلسفة فريدة - حتى حين تتحدث عن مخاوفها يكون الاسلوب الفلسفي في مقدمة حديثها .
 و دائماً انا ما اردد إن الفلسفة هي لغة العظماء .. فـ بيسان هي إحدى العظماء .
و الصدفة الكونية التي جمعتني بها - لازلت وسأظل حتى أبد الدهر - ممتنة لهذه الصدفة .
لربما سنجتمع في يوماً مرةٍ اخرى ، على قهوة كافيين بنفس المكان الذي تبادلنا حديثنا فيه - لربما ايضاً لن نتحدث - سنستمع لبعض المزيكا و نُشعل سجائرنا و نُدخن - و نصمُت .
فلنرسل كل طاقات الحب لبيسان الفتاة الأردنية .