الأربعاء، 24 فبراير 2016

فيروز عليها الصلاة والسلام

وهذا الكم من المشاعر والشغف وانا بكتب عنها مالوش حدود .
حين قال الله لنا انه جعل في الارض خليفة له - مكنتش قادرة اصدقه او اصدق ان فيه صفات ربانية فى البشر ، في قلوب البشر ، فيروز خير مثال لصدق كلام الله .
فيروز فيها صفات ربانية - إلهية ، فيروز كالعظمة و الحب - تمنحك السكينة حين تسمع صوتها - مجرد صوت يمنحك كل هذا الحب والامل والسكينة - يمنحك الجمال الداخلى - كما لو كان هناك صلة قرابة بينها وبين الرب .. او ربما تجلى الله فيها !
او لعل فيروز نوع من الآلهه - لكن لا اعلم اى نوع هى من الآلهة !
اعتقد ان الله جميل - وها هو يتجلى لنا فى مخلوقاته الجميلة - فيروز احدهن .
سيصرخون وينزعجون من قولي هذا ! ولكن انا لا اهتم - ابدا .
فيروز - مجرد وجودها على الكوكب بيمنحنى بعض السلام والامان حتى حين توقفت عن الغناء - ولكن لازال الخوف والقلق اللذان اصبت بهم مؤخرا يجعلانى لا انتهي من التفكير في ماذا سيحدث فى الارض - وانا بالتحديد - لو اختفت فيروز وذهبت بعيدا الى السماء حيث مكانها الطبيعي بجانب الإله ؟!

فيروز - التى حين تغنى هى تكسونا وحين تتوقف تتركنا للبرد كما لو كانت تغنى لنا لا تغنى من اجل المال كما يفعل الاخرون !

أنسي الحاج قال عن فيروز - ان يتطلع إليك من صوتها اولئك الذين قسوت عليهم ، اسأت عليهم ، اسأت اليهم ، ينظرون اليك غافرين ..يزورك من صوتها من لم يعرف ان يدافع عن نفسه ، من لميجد صديقا ، من دام على دموعه ، يزورك المحروم وكرامته ، يزورك الطفل الذي لم يتعلم بعد ان يمشي ، لكنه يطير .
قال كمان عنها - ان بعض الاصوات سفينة وبعضها شاطىء وبعضها منارة ، وصوت فيروز هو السفينة والشاطىء والمنارة ، هو الشعر والموسيقى والصوت ، والاكثر من الشعر والموسيقى والصوت ، حتى الموسيقى تغار منه .

الوقوع فى حب فيروز مش سهل ابدا - التعلق بصوتها وبوجودها مش سهل .. ومش سهل كمان انى اتخيل عدم وجودها في يوما ما !

خيالي تاه تماما لما بعد الكون ما ينتهي والوجود يختفي - هيفضل صوت فيروز ومزيكتها مستمرة كصدى صوت "فيروز صوت يبقى بعد ان يفنى الوجود" .
تخيل معايا ان الكوكب اختفى فيه كل الكائنات وورق الشجر بيتساقط علشان هيختفى ايضا ومع كل دا بيصحبه صوت فيروز كخلفية لمشهد اختفاء الكائنات - يمكن اغنية "انا فزعانة" بمزيكتها ونبرة صوتها وهدوئها المميزين هيكونوا مناسبين للوضع والمشهد - او يمكن اغنية "اومن" اعتقد ان الاغنية هتكون انسب للمشهد ، هيفضل صوت فيروز خلفية لكل الحالات اللى على الاقل انا بمر بيها .
زى ما حياة جيفارا في خيالي وبالي دايما في كل الظروف والحالات اللى مريت وبمر بيها .

احيانا بنظر للامور بنظرة مختلفة - ايه المشكلة لو حطينا مكبرات صوت وشغلنا فيروز - حتى لما الاذان يبدأ بأصواتهم المنفرة لن تتوقف صوت فيروز - ربما الحل فى الموسيقى بشكل عام وصوت فيروز بشكل خاص .
ليه لا ؟! ربما الحرب بسوريا تنتهي بصوت فيروز - يصحوا على صوت فيروز ويناموا على صوت فيروز خصوصا اغنية (احكيلي احكيلي عن بلدي احكيلي - عن اهلي حكايي وعن بيتي حكايي وعن جار الطفولة حكايي طويلة ) يمكن بالحل دا تحن قلوب المقاتلين بسوريا ! او ليبيا او العراق - مين عارف ! لعل وعسى السلام ينتشر بالمنطقة الموبوئة على ايد ستنا فيروز .

فيروز فى قائمة هؤلاء الذين سأراهم فى العالم الاخر - مع جيفارا و بابا و نجيب محفوظ وفرانز كافكا و كونديرا و ريحانة الجباري .
فيروز تصلح لكل احوالك المزاجية ، في حالة الاكتئاب اللى مريت بيها وفى حالة سعادتى اللى بمر بيها و في حالة الوحدة اللى بنعيشها واللى هتطول معانا - فيروز شاركتنى كل حالاتى ، فيروز فريدة كالإله الوحيد البعيد - جميلة .

فيروز - كالسماء البعيدة - كالرب الوحيد .


عزيزتي فيروز جارة القمر - كيفك انتِ :)



الثلاثاء، 23 فبراير 2016

ادب كافكا - عبثيه و سوداوية و كابوسية و بائسه الى حد الابداع

فرانز كافكا مخيف في كتاباته الى حد الابداع والعظمة المطلقة ، فى اعماله دايما هتلاقي العبث جزء فيها - من خلال قرأتى لاعمال كافكا ملقتش سبب لمحاكمة واعدام البطل فى رواية المحاكمة او سبب لنهاية البطل فى رواية المسخ او المتحول!

 نظرتى للحشرات اتغيرت بعد رواية المسخ لفرانز ، اللى بحاول اتخيل كم معاناته اللى جواه خلال حياته واللى ترجمها فى كتابات .
اصبح من المخيف بالنسبة ليا انى اقتل حشرة ما - بتخيلها انسان/ه واتحول/ت لحشرة بسبب حزن تقيل مقدرش/مقدرتش يتحمله/تتحمله فبقى مسخ ، او لاحساسه انه حشرة فعلا بسبب عدم وجود اهتمام من اللى حواليه له - احساسه بالوحدة - بؤس مطلق !
كافكا كان وحيد وجميل ومزعج بكتاباته وعظيم فى صمته .
رواية المحاكمة الى انتهيت من قرائاته ومقدرتش افهمها بشكل سلس ! - أعتقد ان الرواية في كثير من الاحيان تنتقد نمط الحياة الحديثة و تطرح تساؤلات جادة عن جدوى هكذا حياة حيث تنعدم الهوية الفردية و يصبح الانسان اسير العمل الميكانيكي و كأنه روبوت يعمل صباحا و يعود مساءً ليرتاح فيعاود العمل صباح اليوم التالي فالعمل هنا تفرضه و تسييره الحكومات و الشركات . هذا و ان ثقافة المجتمع اصبحت تشجع و تساعد على هكذا انهماك في وظائف الشركات والروتين السائد .
كافكا فى رواية المحاكمة - كان بيتسأل فى النهاية تماما - هل الانسان الذي رآه من خلال النافذة - هل هو صديق ؟ هل هو انسان طيب ؟ هل هو انسان يواسيه فى كربه ؟ هل ينتظر منه مساعده ؟
قبل ما كان يستمر فى تفكيره - كان احدى رفيقيه قرر ينفذ حكم الاعدام ضده وغرس سكينه فى قلبه وقبل ما يموت كان بيقول :
- ها انا اموت مثل كلب حقير ! وكأنما اراد بذلك ان يخلد العار الذي لحق بالبشرية .
كالعادة - مقدرتش افهم الرواية بسهولة ويسر - او انا اللى فهمتها بشكل مختلف ! اللى اقدر اخرج بيه من الرواية - ان الرواية فيها إسقاطات كثيرة متعلقة بعبثية الوجود وما هو سر الوجود والبحث غير المجدي للإنسان عن معنى لحياته ، تطرح أسئلة حول الظلم وغياب النظام والعدالة. لماذا وجد الانسان؟ لماذا يتعذب؟ لماذا يموت بطريقة رخيصة مبتذلة !
انا اعدت النظر فى العدل والانسانية والعبث - صلابة الشر وتدهور الخير وضعفه بسبب رواية المحاكمة - او بسبب اعمال كافكا التى انتهيت من قرأتها .
قلبي بيوجعنى وبدخل فى نوبة بكاء بعد كل انتهاء من قراءة عمل لكافكا ، كافكا اتألم بشكل يدعو للغرابة والتساؤل - اسباب حزن الانسان واسباب وحدته ! واسباب بُعد باقي البشرية عنه والتخلي عنه ! 
ازاى الله قدر يسيب قلب كائن حي يتألم بكل الكم دا - ويموت من الجوع فى النهاية بسبب مرض السل ! مخزي .


في روايته المشهورة الاخرى التحول او المسخ - يستيقظ بطل الرواية من النوم ليجد نفسه قد تحول الى حشرة عملاقة اشبه ما تكون بالصرصار و بعد ان تذهب الصدمة من افراد عائلته يبدأون بالبحث عن العمل حيث ان الام و الاب و الاخت كانوا يعيشون على مرتبه . و مع الوقت نجد ان العائلة تتضجر من وجوده و انه عالة عليها و يجب التخلص منه الى ان ينصت الى كلامهم فيذهب ليموت غير مأسوف عليه و تتابع العائلة حياتها و كأن شيئا لم يكن .

كافكا كان حاسس بالوحدة بين اسرته وعائلته - والدته اللامباليه له - ووالده الحقير فى معاملته له - واخته اللى قررت فى النهاية انها تتحكم فيه وقت مرضه !

فى النهاية - اتمنى ان ميكونش انسان ما على الكوكب اللعين دا شبه حياة كافكا اللي فى نظري حياته هى جديرة بالاحترام والتقديس الابدي - بس مفتكرش ان حد يقدر يتحمل بؤسه وعبثه دا !

كافكا حلو .