الخميس، 8 ديسمبر 2016

نون النسوة

و شرقكم ، يا سيدي العزيز يبايع الرجال أنبياء - و يطمر النساء في التراب .
هكذا اخبرنا نزار القباني عن وضع المرأة في الشرق الاوسط .

في الشرق الاوسط - لا زالت المرأة لم تتحرر من سُلطة الحاجة - فالدولة والحكومة تفرض عبر قوانينها معاملة المرأة كقاصر و كفاقدة للأهلية - وتربط تسيير امور حياتها بموافقة رجل او الاهل أو تعطلها في حال عدم توفرها !
أقسى ما عانينا اليوم من تشويه لنا كنساء وفتيات في ثقافة الموروث الاجتماعي و الايدولوجي - حيث حولنا هذا الموروث إلى عبء على نفسنا و نعجز نحن على حمله - منذ الولادة و أهلنا يفكرون في اليوم الذي يتخلصون فيه منا إلى زوجنا - هيا هيا ستتزوجي حتى تقل مصاريف الاهل !
أو بصورة اخرى الى منفانا الجديد - لقد شوهنا هذا الموروث فجعلنا نحتقر أنفسنا كما أحتقرنا هو و الذي جعل من خريطة جسدنا عار ومدعاة للإشمئزاز - فكلما خلعت ثوب و نظرت الى المرآة - أصبحت أخجل حتى إن داعب الهواء شعري ! أو إن ركضت و أهتز صدري !
جلعونا باب الخطيئة و باب التدنيس و نافذة العار الدوني .
جعلونا نتحمل تبعات كوننا " نساء " - الجميع يثبت شرفه و تقاليده وعاداته على النساء - و إذا خرجت احدهن عن المألوف قامت القيامة و فتحت ابواب الجحيم .
العنف الممارس ضد المرأة اليوم - هو عنف واضح وصريح و يظهر في العقول و في الأجساد و حتى في القوانين - أكثر من 603 مليون إمرأة يعشن في دول لا تجرم العنف المنزلي .
و على الجهة الاخرى - وضع المرأة في زنزانة معايير الجمال .. تقول ناعومي وولف في كتابها "خرافة الجمال" الذي صُنف كواحد من أهم عشرة كتب في تاريخ النسوية : أننا نربي الأولاد على الرغبة و الإعجاب بالفتيات - بينما نربي الفتيات على ان يكنّ مرغوبات من قبل الرجل - بمعنى ان الرجل ينضج و قد كون لنفسه صورة عن المرأة التي تثير إعجابه بدون الشعور بالحجاة للظهور بشكل معين للحصول على القبول من النساء - بينما تنضج المرأة وقد تعملت أن هدفها الأهم بالحياة هو ان تحظى بقبول و إعجاب الرجل لها - و أن تصبح سلعة مغرية يتسابق الرجال على شرائها فتصبح محاولة  إرضاء الرجال من مجتمعها هاجسها الوحيد إلى الحد الذي يجعلها تأكل مثلما يريدون - تتكلم مثلما يحبون - و تختار ما ترتدي مثلما يشاؤون - وليس من أجل راحتها الشخصية ورضاها عن نفسها .
إن معايير الجمال قمعية في الاساس - تخلق الكره و عدم التقبل بين المرأة و جسدها - مما أدى لجعل جسد المرأة مصدر لتمكينها و زاد من قمعها بشكل غير مباشر .
هيا - ستقومين "بالحمية" حتى تجعلي قوامك جميلاً و ينجذب اليكي الرجال .
هيا - ستزيلي الشعر من كامل جسدك - حتى يراكي الرجل جميلة و ينجذب .
اللعنة يا امرأة !! و اين انتِ من كل هذا ؟! اين سعادتك ورغبتك ؟ ذهبت مع مطالب الرجال - ذهبت مع المجتمع الذكوري .

اووه والمرأة التي لا تنجب لأي سبب كان - تشعر بالفاجعة و الغضب والنقص لعدم كونها أم ! ليس لسبب انها تريد ان تكون أم أو زيادة في عاطفة الامومة لديها ! ابداً ابداُ .. كل ما في الامر انها تبرمجت من الصغر ان الفتاة تتزوج و تنجب - هكذا تسير الامور .. حتى وإن كنتِ لا تصلحي لكونك أم ! و كم من نساء في مجتمعاتنا لا يصلحن لكونهن أمهات !؟

دعوني أعيد تعريف القهر من جديد - القهر هو ان أكتب اليوم عن الحرية و الثورة و انا لا امارسها ! القهر هو ان أكتب و أقوم بالتدوين عن حرية المرأة و لا يوجد اي طريق لممارسته .


كل الحب لنون النسوة .



الخميس، 1 ديسمبر 2016

ثورة و حرية جنسية

البداية كانت تحرش للنساء في الشوارع - فخرج علينا جهابذة الوهابية ليأمرون النساء "بالحجاب" - ولم يكتفوا بالحجاب ، بل رأوا انهم لا يزالون يشعرون " بالفتنة " من وجوه النساء و كفوف ايديهن ! فقرروا ان يشرّعوا و يفسروا آيات الذكر الحكيم بالقرآن على اهوائهم المريضة  و يخبرونا ان "النقاب " فرض على النساء - و لم يكتفي الرجال " القوامون على النساء " بالنقاب ! ان اصوات النساء كانت ربما تثير شهوتهم ايضا - فقرر رجال الدين و شيوخ الوهابية ان يفرضوا على النساء الجلوس في المنازل و عدم الخروج إلا للضرورة القصوى !
إلا ان أنتهي الحال بالمرأة العربية عامة والمصرية خصوصاً الى " الذل " ، و في المقابل تقف المرأة في أوروبا و أمريكا ليناقشن كيفية الصعود الى الفضاء و بجانبها الرجل ليستمع بكل احترام و ندية.
بالتأكيد ان رجال الدين جزء اساسي في حادثة "اغتصاب الكلبة " و في اي حادثة " تحرش او اغتصاب المرأة" - فحفاظهم على التراث و رفضهم للتنوير سيخلق المزيد من " الكوارث" - فوجود أحاديث نبوية تحض على الكره ضد المرأة و تشبيهها بالشيطان و عدم التعامل معها على انها "إنسانة كاملة الاهلية " - كالأحاديث الأتيه : 1 - للمرأة عشر عورات - فإذا تزوجت ستر الزواج عورة و إذا ماتت ستر القبر التسع الباقيات .
2 - المرأة عورة فإن خرجت استشرقها الشيطان .
3 - النساء حبائل الشيطان .
4 - النساء سفهاء - إلا التي أطاعت زوجها .
وهلم جراً من الاحاديث التي تعزز الكره ضد المرأة .
و أنتهى الحال بالمجتمع المصري بتصدره العالم في جريمة التحرش ضد النساء .
ثم ننتقل الى تحرش الرجال "بالاطفال" و منهم من يشعر "بالرغبة والشهوة" في الاطفال !! فيقرر رجال الدين ان "يحللوا" نظرية زواج الرجال من بنات قاصرات - و لم يدركوا بعد المخاطر التي تواجه الطفلة الصغيرة من تهتك في المهبل و الرحم و التي قد يعرضها الى الوفاة - وقد حدث بالفعل من حالات وفاة جراء زواج القاصرات ! وان احدى رجال الازهر الشريف " المؤسسة الوسطية" تدافع عن زواج القاصرات !
لم يصل للمجتمعات العربية والمصرية على وجه الخصوص ان من يقوم بالزواج بالقاصرات او يشتهيهم لهي جريمة يعاقب عليه القانون في المجتمعات الانسانية - و مرض يدعى بيدوفيليا .
اليوم - تصدرت الاخبار كارثة اخرى تنضم لباقي الكوارث التي تعوّد المواطن/ة على سماعها ليؤمن كل الايمان بأن " الهمجية" هي جزء اصيل في حياة الانسان في عام 2016 - وهي كارثة اغتصاب كلبة .
اغتصاب الحيوان او اشتهاء الحيوان ينضم لباقي الامراض التي اصبح يتفرد بها المواطن المصري و العربي بجدارة و هو مرض يدعى "الزوفيليا " او البهيمية .
يضيء في رأسي سؤالين " ماذا بعد اغتصاب كلبة " ؟! " وما الاسباب التي دعت الى هذه الحادثة و الكارثة" ؟؟
ارى من وجهة نظري ان الاسباب التي أدت الى اغتصاب الانسان "الكامل الاهلية" الى اغتصاب الحيوانات هو الكبت الجنسي .
و الذي يعتبر الى وقتنا هذا " تابوه" لا يجوز الاقتراب منه .

نعم - ادرك تمام الادراك كم السب و الاهانة والطعن الذي سأقابله وقت حديثي عن "ضرورة و وجوب الحرية الجنسية" - لكن لا مفر من  نشر الافكار التقدمية الأن - الكوارث تزداد - و تحول المواطنين المصريين الى فامبيرز اصبح مسألة وقت !
أدرك الاكليشيهات التي تردد في اذهانكم الان حين تقرأون كلمة " الحرية الجنسية " - ترددون كلمة الشرف - أي شرف ستتحدثون عنه الان وانتم في مؤخرة الامم ثقافياً واخلاقياً و انسانياً و علمياً ؟! 
الشرف الذي تضعونه بين افخاذ امرأة - لهو ذل لك كإنسان سوي .. لهو الزيف الحقيقي لمعنى ومفهوم "تقدم وتطور و حرية وحياة " - إنما شرف الانسان في "إخلاقه" - و أخلاقك لا ترتبط بأفخاذ الاخر ! انما ترتبط بمدى صدقك و نزاهتك و حبك وتقبلك للأخرين و وعيك و إلتزامك في عملك .
" الاخلاق" ترتبط بك وحدك و لا ترتبط بطول وقصر البلوزة التي تخص زوجتك او اختك - لا ترتبط بعذريتها او عدمه .

نعم - " اغتصاب كلبة " هو نتيجة الكبت الجنسي ببساطة .
فالطريق الوحيد لتفريغ الكبت الجنسي و اشباع الرغبة في " المجتمعات المتخلفة " هو " الزواج" بقانون شرعي - و هذا ادى الى تحول الزواج الى وسيلة " لتفريغ الكبت الجنسي" فقط !! بعد إن كان الزواج هو النهاية "لقصة حب بين شريكين" - و بعد إن كان الزواج هو وسيلة لظهور حب واحترام بين الشريكين - أصبح الان الزواج وسيلة جنسية - أصبح الأن الزواج هو "دعارة مقننة" - شراء فتاة  بمال تحت مسمى " مهر" و قبول الفتاة بالمال كما لو كانت سلعة وكما لو كان الرجل بنك متنقل - وهذا يسمى بالاخلاق في نظر المتدينين والمحافظين - و انتهى الحال بتصدر مصر في ارتفاع نسبة الطلاق في العالم .

نعم - الحرية الجنسية هي حق شخصي وتضع تحت بند الحريات - انت/انتِ احرار في التصرف في اجسادكم/ن .
و إذا أتى أحدهم ليناقشني عن الاديان و معارضتها للحريات - فردي له/لها ببساطة هو انه إذا كانت الاديان ضد الحريات ، فعليك ان تختار بين ان تكون متديناً او ان تكون حراً !
لكن على الغالب فإن الاديان قابلة للتأويل من جديد كما حدث لأديان تطورت و تطوعت لتواكب العصر - و لكن ! إن رفض رجال الدين مواكبة العصر و التطور و ظلوا حبيسين "للنصوص" فالمصير واضح و هو انقراض الدين كما حدث لاديان اخرى انقرضت ولم نسمع عنها إلا في كتب التاريخ .
رجال الدين و المتدينين الذين يملئون الارض ضجيجاً عن تحريم الجنس " إلا تحت عقد شرعي " هم اوائل الناس الذي يذهب فكرهم بالجنس - يربطون كل شيء بالجنس - نجد نظراتهم للأخرين خاصة الفتيات توحي بالجنس - دائمي التحرش بالفتيات اما باللفظ او الحركات - لا يحترمون خصوصيات الأخر و كل ما يشغلهم هو الجنس - واخيراً النهاية هو أغتصاب الرجال لكلاب في الشوارع !! اللعنة .. هل سيخرج علينا رجال الدين بفتاوي جديدة عن ضرورة " حجاب الكلبة" - او القاء التهمة للكلبة عن قدرتها لإغواء رجل بسبب ذيلها مثلا !!

الكبت الجنسي يظهر بشكل جلي و صريح و واضح وضوح الشمس في المجتمع المصري الأن - يظهر على هيئة " أنحطاط اخلاق و تحرش بالنساء والفتيات و لا يحترم بخصوصيات الاخرين - ونهاية اغتصاب كلبة " .

على الفتيات و الشباب ان يقوموا بثورة جنسية - أن ينقذوا المجتمع من الوحل ومن  حالة الفساد الأخلاقي و انعدام الانسانية
الذي أصبح يمتاز بها المجتمع المصري الأن - فإذا أحببتم فأتقنوا الحب كما يجب .

أتذكر مقولة دكتور نوال السعداوي حين قالت : عندما تريد ان تحكم بشراً ، يجب ان تكبتهم جنسياً .