الأربعاء، 10 سبتمبر 2014

لا تستمع للحرب

مسائك لطيف ايها الجندى !

الحرب على وشك ان تشتعل و انت بجميع احلامك و افكارك المستقبليه ستذهب ، وحبيبتك التى تنتظرك ستضطر الى مغادرة البلدة والذهاب الى اى مكان به قليل من السلام .
تذكر بأن فى الحرب لا يحسب من المخطىء ولا من الذى بدء الساعات الاولى بإطلاق النار بل اعداد الجثث سواء التى ماتت هنا او هناك ، سواء التى ماتت من فريقك او التى ماتت من فريقهم ولا فرق بينهم لانهم اصبحوا جثث بلا حراك كالصخور التى تصدمها الامواج ولا تشتكى ،، لا فرق فى الرصاص و لا الوجوه - وتعدوا الوجوه متشابهة ، فالدماء تكسو جلودهم جميعاً ، لذلك لا خاسر سوى الذى ظن بإن الحرب هى الحل .
وتحت القصف و اطلاق الرصاص تتذكر انت حبيبتك و أمك ، وتتسائل هل اخذت أمك جرعة دوائها فى ميعاده ام نسيت !؟ اللعنة على الحرب فأمك امرأة مُسنة لا قدرة لها على تحمل خبر وفاتك !
وتحت الغبار و انقاض السماء يهرولون الجنود و يسرعوا ، لا منطق فى دائرة الموت فجنون النار المترامى يحجز ضوء الشمس ،، فإما ان يحالفك الحظ الذى لا يحالف نفسه فى هذه اللحظة او ان تقع ضحية !
هنا يكمن جنون الحرب عندما لا يعرف من بجانب من ولا اى ارض هى الارض و لا على اى فريق و صف انت تقف - و من يؤمن بالوحدانية ومن لا يؤمن - من عاشق و من لا يهتم بالعشق -  و من يستمع الى بوب مارلى و من يستمع الى بوب مكارتنى او جون لينون ! الجميع يقاتلون فى ضباب و لا يتمكن من النجاه إلا من ينام فى قصره تحت ريش النعام و يسمع من قتل و يسمع من عاش و لا يعكر صفو مزاجه الا نوع النبيذ الذى يحتسيه !!
فيكرر الله إرادته المكروهه السائدة وهى ان يموت من لا يستحق الموت ويعيش على انقاضهم من يستحقون الموت .
ايها الجندى استمع جيداً قبل خوضك الحرب ورفعك للسلاح او تأيدك لأحد ضد أحد تذكر بإن هناك على هذه الارض من يريدون ان يعيشوا لا لأن يتمتعوا بل لكى يصنعوا معنى للحياة جديد بعيداً عن الحرب و اوزارها ، قف وتذكر الاطفال الذين يتعلمون و لا يريدوا ان يتعلموا الموت الان بل طريقة لعب الاشياء ، يريدون قوس قزح لا  قوس مصنوع من جثث الموتى .
انسحب من هذه الحرب و مت بعيداً عن هؤلاء الذين يعشوق الدماء ،، فالإنسان بيده ان يختار طريقة موته ، قم بتحريض رفاقك على عدم رفع السلاح ...و إن كان لابُد ان ترفع سلاح فأرفعه فى وجه الذين يقبعون فى القصور و يعطون اوامر بالقتل دون رحمة .
دع البشر يتنفسون هواء نقى لا هواء ممزوج بغبار نيران الحرب .
اعطى فرصة لمن يريدون التغيير للأفضل ان يغيروا .
ايها الجندى لا تستمع للحرب !


الاثنين، 8 سبتمبر 2014

رسائل الى سكان القبور

صباحك سعيد يا إلهى ،، ما رأيك فيما اكتبه فى كراستى وادونة ؟!
يقولون انك تعرف كل شىء !

ما أحوال جيفارا ؟!
اخبره بأن العالم ما زال سيئاً ، والثوار كعادتهم متعبون كما تعلم ، لم نقوم بأى محاولة لإنهاء سيطرة رأس المال وتحرير العمال من قبضتها ،، نعم اخبره بإننا لا زلنا نقرأ ونتعلم فأصبحت مؤمنة بأن لا سبيل للثورة دون وعى وثقافة وتحرر لعقول البشر .
اخبر جيفارا بأن يراسلنى ويطلعنى على اجابة سؤالى وهو هل اهل الارض مختلفون عن اهل القبور ؟!

ما احوال أبى ؟
أخبر أبى بأن الامور تسير على مايرام "احيانا" ، اخبره بإنى لست ادرى كم روحا لدى فأنا اتغير كل لحظة واشعر دائما انى غريبة ، اخبره انى افتقده ، اخبره ايضا بأن أمى اصبحت تأكل اكثر مما مضى ، اخبره بأنى اصارع الزمن لإنهاء كتابة روايتى الثانية و لوضع الاهداء له على الرواية .

ما أحوال بائعة المناديل ؟!
لا اعلم حقا اذا كانت عندك ام لا ولكنها اختفت واصبحت لا تجلس بجانب هذه المصلحة الحكومية بجانب منزلى ! لو عندك اهتم بها وبأمرها ،، و اخبرها بأنى اعلم جيدا بأنها اقتحمت علىّ غرفتى البارحة بعد منتصف الليل - لم تكن وحدها - كان معها رجل وابنته الوحيدة المريضة بالربو - وكاميللو الثورى الكوبى - وامى معها سكين وتخرط البصل وصوتها المزعج مصدر إلهام للبؤساء - سعاد ام باشا وضحكتها الرنانة العظيمة - و جيش المغول بأسلحتة البدائية توغل عندى .

ما احوال نجيب محفوظ ؟
انه رجل لطيف ،، اخبره بأن رواياتة لم تحرك شيئا فى الوطن ولا فى العقول التى تعيش بهذا الوطن ، اخبره بأنه كتب من اجل اللا شىء !

و ما احوال نصر حامد ابوزيد ؟
اخبره بأن كتاباته الاكاديمية تصيبنى بأزعاج شديد ! لا استطيع ان افهم ما يكتبه بسهولة ،، ما كان عليه ان يكتب بهذه الصعوبة وانا فهمى محدود وقدرتى على الاستيعاب تكاد تنعدم بين اللحظة والاخرى ! اخبره بأنى فهمت بصعوبة بالغة كتابه " دوائر الخوف-قراءة فى خطاب المرأة" ولكنه ملهم بلا شك ، اخبره ايضا بأنى سأهتم بكتاباته فيما بعد ولكن الان انا منهمكة فى كتابات الشيخ محمد عبده والافغانى و روايات نجيب محفوظ و كتابات لينين وماركس .

و ما احوال عم عبد الشافى المكوجى؟
اخبره بأنه لم تسنح لى الفرصة بأن اقول له بأنه رجل جميل و مكافح ، اخبره بأن اخيه عم علي يكوى ملابسنا بأسعار زهيدة كمحبة لنا ،، اشعر بالضجر حيال ذلك ولكننا كما تعلم إلهى نحن اوغاد ونتقبل هذا !

و ما احوال اسمهان ؟
اخبرها بأنى استمع لصوتها لتحسين مزاجى ،، و لا تنسى اخبارها ايضا بأن اختى الصغيرة اغرمت بصوتها مثلى !



الأحد، 7 سبتمبر 2014

جزء من رواية رحلة ابن فطومة لنجيب محفوظ

دار المشرق فى رحلة ابن فطومة

- تفكرت مليا ثم قلت بادئا بالموضوع الذى يستغرقنى : اعجب ما صادفنى فى المشرق علاقة الرجل بالمراة .
- فابتسم قائلا : نصف المصائب فى البلدان إن لم يكن كلها تجىء من القيود المكبلة للشهوة ،  فإذا اشبعت امكن أن تصير الحياه لهوا ورضى !
- فقلت بحذر : فى دارنا يأمرنا الله بغير ذلك
- فقال : عرفت اشياء عن داركم ، عندكم الزواج وكثيرا ما يتمخض عن مآس مؤسفة ، والناجح منه يستمر بفضل الصبر ، كلا ياصاحبى فحياتنا ابسط واسعد .
- فتسألت بقلق : قد تزهد المرأة عندكم فى رجلها و هو مازال قائما على حبها ؟!
- النساء كثيرات ، و السلو يسير ، كل متاعبكم تجىء من الحرمان ..
- حتى الحيوان يغار على شريكته
فابتسم قائلا : يجب ان نكون افضل من الحيوان
فتمتمت وانا اخفى تقززى : لا سبيل الى التلاقى
- إنى مسلم بهذا ، ولكن عليك ان تفهمنا جيدا ، اننا ننشد البساطة واللعب ، إلهنا لا يتدخل فى شئوننا ، إنه يقول كلمة واحدة وهى انه لا يشىء يدوم فى الحياة وانها الى محاق تسير ، بذلك اشار الى الطريق فى صمت ،، ان نجعل من حياتنا لعب ورضى ..
- فقلت متشجعا بحرارة الحديث : لقد سمعت موعظتك ووجدتها لا تنطبق على السيد المالك لكل شىء
فهز رأسه فى اسى وقال : كثيرا ما يحوم الغرباء حول ذلك ، ولكن السيد هو الذى يدفع عن الدار هجمات البدو . وهو - وبقية السادة - املنا فى التصدى لاطماع دار مثل دار الحيرة،، اجل الحرب تتهددنا ، والسادة هم الذين يعدون انفسهم للدفاع وهم ايضا الذين يتصدون لاى عدوان فى الداخل فيهيئون للعبيد حياة آمنة ، هل تستكثر عليهم بعد ذلك ان يملكوا كل شىء لنيفقوا على السلاح و الجنود المرتزقة ؟!
- فقلت متحديا : يوجد نظام افضل يوفر للناس كافة حقوقهم ويعدهم للدفاع عن دارهم عند الحاجة !
- فمط الرجل شفتيه مضمومتين و قال بحسم : الكائنات فى دارنا انواع (نبات - حيوان - عبيد - سادة ) ولكل اصل يرجع اليه غير اصول الانواع الاخرى
- فقلت وانا فى غاية الاستياء : الناس عندنا اخوة من اب وام واحدة لا فرق بين الحاكم واقل الخلق شأناً .
- فلوح بيده استهانة وقال : لست اول مسلم احادثة ، انى اعرف عنكم اشياء واشياء ، ماقلت حقا شعاركم ولكن هل يوجد لتلك الاخوة المزعومة اثر فى المعاملة بين الناس ؟
 - فقلت بحرارة و قد تلقيت طعنة نجلاء : انه ليس شعارا ولكنه دين ..
- فقال ساخرا : ديننا لا يدعى ما لايستطيع تطبيقه ..
- فقلت وقد شدتنى الصراحة الى اعماقها : إنك رجل حكيم ، إنى اعجب كيف تعبد القمر وتتصور انه إله ؟!
- فقال بجدية وحدة لأول مرة : اننا نراه ونفهم لغته ، هل ترون إلهكم ؟
- انه فوق العقل والحواس .
 - فقال باسما : إذن فهو لاشىء!
كدت الطمه ولكنى كظمت حنقى واستغفرت ربى وقلت : انى اسأل الله لك الهداية .
- فقال باسما : وانى اسأل إلهى لك الهداية .

بعيدا عن اى معنى او مغزى اقصده جدا وراء الجزء دا من الرواية ،، انا مفتونة بــ نجيب محفوظ .
رواية رحلة ابن فطومة عززت و رسخت فى قلبى حلمى الابدى وهو انى اكون رحالة .. لعل فى الامر خير !