الاثنين، 4 أبريل 2016

اذن فلنكتب

فعل الكتابه لازال يستهويني ، لم امُر بتجربة اغراء من اي نوع سوى من الورقة والقلم ، الكتابة لا زالت تملك التحرر الذي نفتقده .
لماذا اكتب اليوم ؟
ربما لاني فقد الرغبة في الحديث ! كدت انسى ان اخبركم بأني ازداد سوء في تواصلي مع الاخرون .
ماذا اذا اُطلق عليّ لقب "كاتبة او روائية" ؟
سيكون احمق ومغفل من يفعلها !
لن اسمح لأحد ان يلقبني بكاتبة او بمسميات رائجة ! انا لا اكتب للنفعية الذاتية - انا مجرد انسانة تمارس حقها في الكتابة ، انا فقط اكتب لأحافظ على حياتي كما كان يفعل السيد / كافكا .
اكتب ومن ثم امزق ما كتبته - سأنشر ما يريده المجتمع مني - فأنا فتاة مطيعة في بعض الاحيان وليست لدي القدرة للدخول فى مهاترات عبثية سفسطائية غير مجدية لي .
ربما اكتب للحماية الروحية ، او ربما اكتب لتجنب وتفادي الاختناق بداخل المجتمع .. كدت انسى ان اخبركم بأني لا املك اي اسلحة لمحاربة الاشرار - البؤس يمتلكني كما لو كنت ابنة مخلصة له .
و لربما اكتب من اجل النظر الى ذاتي المبعثرة داخل فضاء لا حد له !
 انا اكتب ليس لأني استطيع الكتابة ، ربما اكتب لأني اريد ان اكتب ، لا انتظر مديحاً او اطراءً ، لا انتظر إلهاماً او صياغة مُبهرة ، انا اكتب لأني دعوت نفسي للكتابة .

انا اكتب ومن ثم افشل في وضع نهاية لأى قصة قصيرة او رواية كتبتها من قبل - يرحب بي الفشل دائما كما لو كنت زوجة وفية له .
الكتابة تجعلني سعيدة - ولكن هي لا تجلب السعادة لمن يقرؤها ولهذا لن افعل كما فعل السيد / كافكا حين طلب من صديقه ان يمزق كتاباته وصديقه لم ينفذ وصية السيد كافكا !
سأكتب وامزق بيدي ما كتبته .
هل اكتب لأني تسألت ؟ ام تسألت لأني اكتب ؟
من يخلق الفكرة ؟
من يزرع جذورها ؟
من يهمس في أَذن إلهامي تلك الهمسة التي تنمو لتغزو فكري وعقلي - فأكتب ؟
ربما اكتب لأتظاهر عن لامبالتي لكل تعقيدات هذا العالم ؟

ربما اكتب عن احدهم / احدهن ، اكتب عن مأساتهم وتجاربهم ، اكتب عن الفقر والفقراء ، اكتب عن العبث والعدم المقتربان نحوي بشده ، اكتب عن اللذه حين اكون بجانب حشره تلهو بجانبي دون خوف او رغبه في الاختفاء ، اكتب عن المُهمشين و المتشردين والمضطهدين ، اكتب عن من لا صوت لهم / لهن .
ان الكتابة كالصيرورة  - كالوجود - ربما ايضا كالفشل - فالفشله هم الذين يلجأون الى الورقة والقلم .
انا اكتب لأنى لا املك سلاح يحارب الاعداء والاشرار ، انا ضد السلاح - فقط ارى ان خير مقاومة هي الكتابة .
فإذا كان فعل الكتابة هو انقاذ ارواحنا من الوقوع في الشر - إذن فلنكتب .