الجمعة، 3 أبريل 2020

من ارض الواقع

لون الحياة حالك، فلم يبقى لون سوى الأسود لترتديه الارض.
اكره الليل وسكونه، اكره لون السماء الأسود في الليل، اكره الأرق الذي يبقيني مستيقظة لأعيش الليل بكل حزنه، فبمجرد ان يرخى الليل سدوله على الكون في الليل وينام الناس ، يبقى هؤلاء ممن هم يبحثون عن تفسير متماسك للعالم ،يبحثون عن صياغة جديدة في عبارات اكثر اتساعا لألمهم لكي يفهمه الآخرون.
لعل القاريء يرى في النص كآبة حادة مزمنة، لن انكر وجودها، بل سأضيف بأن تلك الكآبة اخذه في احتلالي كاملاً بسبب تجاربي العنيفة الشخصية التي مررت بها.
لكن ما تقرأه ليست كآبة فقطبل ايضا جرعات من المناعة والحصانة ضد ما تجلبه لك الحياة من حزن عميق ، فكيف ستنجو يا عزيزي منالبؤس ان لم يكن لديك خطة واستراتيجية لمواجهته يوميا!؟
لقد جلب التفاؤل والآمل للمرء السعادة فما كانت إلا وتلاها الإحباط والحزن، ونسي مقولة أناتولي فرانس ( العالم مأساة كتبها شاعر ممتاز).
ان ما يربطنا بحميمية بذلك العالم هو الألم ، الآلم وحده هو الذي يجعلنا تتغلغل وتذوب بداخل العالم وبداخلنا لنرى أنفسنا عرايا تماما ،الألم وحده هو الذي يعريك امام نفسك لترى هشاشتك رؤيا العين فلا مكان للقوة امام الألم وكل ما يردده ممن حولك ما هي إلا كلمات عزاءوكليشيه، فالألم وهي في طريقها لتحتلك وتتحول الى معاناة دائمة وبؤس ابدي تجعلك ترى حقيقتك ، فلا تظن ان السعداء والمتفائلون يعلمون حقيقتهم كما تعلم انتولا يعلمون مدى هشاشتها وقوتهم كما تعلم انت ، فأنت اختبرت القوة والهشاشة لديك بقوة ، فأصبح الوعي يميزكعنهم.
لن يعلم احد حقيقته سوى البائس المتألم الذي لا يملك القدرة على النهوض من فراشه لايام وأيام وينسحب من التجمعات ، هؤلاء مرضى الاكتئاب الحاد والمزمن ، هم وحدهم من علموا حقيقتهم ، بل علموا الحقيقة بأسرها.
ان التجارب القاسية تفككك من الداخل تماما ومن ثم تعيد بنائك علي حسب ماهية التجربة وقسوتها.

عزيزي، لا شئ اسخف من الانسان الذي يكثر من نوعه لسبب أجهله!! فهو غير محصن من الالم وفقدان القريب، والحصانة هنا لا تكمن فيالعدمية والتشاؤم فقطبل ايضا في ان نملك خيار الانتحار في الوقت الذي يناسبنا، "انني احب من هم لا غاية لهم في الحياة سوىالزوال" *نيتشة -كتاب إنسان مفرط في انسانيته - الجزء الاول.

ان الانسانية في حالة صدمة ، وهل ستتفاجئ اذا أخبرتك بأنه لن يشفيها سوى " الحبولكن غالبية البشر لا تؤمن بالحب وإن آمنت فهيلا تعطي وإن أعطت فهو عطاء بيد مرتعشة.

عزيزي، معاناتك لن تُخلد ، فالجميع عانى على مر العصور والجميع يعاني حتى الان ، ولكن الفرق بينك وبينهم هو الوعي، الوعي بأنك تتألم وتعاني، الوعي بأن هناك ظلم موّرس ضدك ، انه الوعي بالألم.

ان الجميع يخاف الالم والمعاناة لانها تعرض الجميع للخطر، فالمرء الذي يعاني هو كالقنبلة الموقوتة التي تتأهب للإنفجار في اي لحظة - بلولديها القدرة على الانفجار عدة مرات ان أمكن - فستجد الذين يعانون ويتألمون ومتشائمون ينظر اليهم الحكام والآباء والأطباء النفسيين كالمرضى الذين يجب ان نعالجهم ونحتويهم سريعاً حتى لا ينتقموا مِمنّ هم سببوا تلك الألم او منّ هم تاجروا بألامهم وعاملوهم كملف فيدرج.

ان وجود الخير بجانب الشر شبه معدوم، فإن وجد الانسان خيرٌ ضئيل انغمس فيه وقال : هناك بالعالم خيرٌ كثير، فما يراه من خير هو نقطة في بحر الشر، وان التقى بأنسان طيب قال : العالم مازال بخيرفي حين ان المساحة التي يقف فيها الاثنان هو متر وسط مساحة كوكبالارض التي احتلها الشر والألم
واعلم يا عزيزي، بأن الحقيقة عدوة الحياة، فما ان أخبرتهم بأن الإله قد تخلى عنكم إلا وتجد الكره مصوب من افواههم نحوك، وما انأخبرتهم بان الوباء لن يذهب بالدعاء إلا ونبذوك احتقروك ، وما أخبرتهم بأن الرأسمالية تقتل إنسان تلو الاخر إلا واتهموك بالحقد وألقوك بالسجن، وما ان أخبرتهم بأن السلطة فاسدة وقامعة إلا وتجدهم يهللون (اكرم السلطة واخضع لها حتى ولو كانت تلك السلطة عرجاء)*نيتشةمن كتاب هكذا تكلم زرادشت.

وأنهي  لشوبنهاوران الألم هو الشعور الحقيقي والسعادة لا وجود لها على الإطلاق

الأربعاء، 2 أغسطس 2017

ما قبل الانتحار

لا عليكم ، لا بأس ، إنها مجرد ألم ثقيلة أوقعت بي ، ثمرات الحزن والغضب والاختلاف جاء وقت حصادها .
وكل ما يخلق الذعر في نفسي هؤلاء الاوغاد الذين سوف يشمتون في موتي ويهلفطون بحديثٍ يشبه حديث المختلين المتدينين .
لا بأس ، لن اسمع حديثهم المصبوغ بلمسة دينية .
لديكم الإمكانية في الإستمرار !؟ رائع ، لم استطع ببساطة شديدة الاستمرارية! 
الانتحار ليس شجاعة كما يردد البعض ، وليس جُبن كما يردد الآخرون ، كل ما في الأمر أنه عدم قدرة على التحمل ، قلبٍ ضعيف وروحٍ تملكها الحزن وجسد منهك ضعيف ، وعقل لا يتوقف عن التفكير .
الانتحار هي جريمة قتل قام بها إناسٌ لن يدانوا في يوم ما ! مجتمع كامل شارك في الجريمة.
 وذلك الحزن العميق كان يجب أن يُترجم إلى فعل .. وذلك الفعل هو الأنسب.
وعلى كل حال ، كان انسحابي من المشهد واجبً ، فليس لي مكان وسط الرعاع الغوغائيين الجهلة المتدينين فاقدي الإنسانية .
تلك الأنا التي اتحدث بها الآن أدركت بأن لا مجال ولا مكان لي .. فأتركها انا للمغفلين امثالكم .
وسلاماً لمن احببتهم واحبوني .

الخميس، 25 مايو 2017

هل حقاً الحكم العسكري هو السبب في فساد البلاد؟

ردد المعظم هتاف "يسقط يسقط حكم العسكر" ، كنت أردده معهم بإيمانا راسخاً ان الحكم العسكري هو السبب الرئيسي في خراب البلاد .
دقيقة ؟ أليس الحكم العسكري هو منّ ساهم في الفساد والخراب !؟ لا أنكر ان حكم المؤسسة العسكرية للبلاد لعقود طويلة هي جزء أصيل في خراب والتخلف الذي وصل به البلاد .
ولكن - فلننظر بعينٍ أخرى و بإلقاء نظرة متعمقة على الامور اكثر فأكثر! تحليل العنف والفساد التي استخدمته المؤسسة العسكرية طيلة حكمها للبلاد - ما هي دوافعها وحججها ؟
هناك مبدأ فقهي ثابت - حيث ذهب أكثر من فقيه إلى عدم جواز الخروج على الحاكم وذلك درءاً للفتن ، وهذا يعزز رفض القيام بالثورات ضد الحكام الفاسدين - وتقبل الاوضاع كما هي عليه وهذا لأن هناك أيضاً مبدأ "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح" ، وهذا مبدأ يعزز الركود الاجتماعي والتخلف .
وقال الشيخ علي عبدالرازق في كتاب - الاسلام واصول الحكم : (أو لسنا مأمورين شرعاً بطاعة البغاة والعاصين وتنفيذ أمرهم إذا تغلبوا علينا وكان في مخالفتهم فتنة تخشى)

هل المؤسسة العسكرية هي السبب الوحيد في ما وصلت به البلاد اليوم من ركود وفراغ سياسي !!؟
لربما الشيخ علي عبد الرازق - كتاب الاسلام واصول الحكم - ايضا هو منّ يجيب على هذا السؤال - فقد قيل ان المسلمين حظهم في العلوم السياسية كان الاسوء حظاً عن باقي العلوم الأخرى - وأن وجودها بينهم كان الاضعف وجود - فلسنا نعرف لهم مؤلفاً في السياسة ولامترجماً ولا نعرف لهم بحثاً في شيء من أنظمة الحكم ولا أصول السياسة - اللهم إلا قليلاً لا يقام له وزن !!

هل المؤسسة العسكرية هي التي أخترعت العنف ضد معارضيها والزج بهم في السجون والقاء الاتهامات وتخوين كل من يخالفها الرأي!؟
لربما التاريخ هو الذي سيجيب هذه المرة علينا ،، معركة أبي بكر ضد ما قيل عنهم انهم " مرتدين" - و ما هم بمرتدين - فقط انه ظلم التاريخ الذي ظهر لنا ان مجموعة من المسلمين رفضوا الاذعان لحكومة ابي بكر فبالتالي رفضوا دفع الزكاة ورفضوا الخضوع له ولحكومته .. ولكنهم عوّمِلوا كمرتدين وخارجين عن الملة ! وفي النهاية لُقبت حربهم بحروب الردة .
الماضي يشبه الحاضر ، التنكيل بالمعارضين سياسياً وتشويههم وقتلهم .. التشويه المتعمد لصورة الخصوم السياسيين هو كان اساس الماضي واليوم هو اساس الحاضر ، لهذا حين نقول ان التخلف جزءً منا - فلا عجب لهذا القول - لأن التخلف يأتي من الرجوع الى الخلف - وها نحن في قاع الماضي ! نحن التخلف يحيط بنا من كل جانب ،، نحن ابناء الماضي - نعيش على التراث .

المؤسسة العسكرية في مصر تبني قوتها على خوف ورعب الشعب ، تبني استبدادها على الخوف المسبق للشعب من رجال الدين والمؤسسة الدينية "الازهر - الكنيسة" .
أقتبس جملة عبدالرحمن الكواكبي في كتاب طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد حين قال : الاستبداد السياسي متولد من الاستبداد الديني .
وقال ايضا عبد الرحمن الكواكبي : ويحكمون بأن بين الاستبدادين السياسي والديني مقارنة لا تنفك متى وجد أحدهما في أمة جرّ الآخر إليه أو متى زال زال رفيقه ، وإن صلح أي ضعف أحدهما صلح أي ضعف الثاني .. والحاصل ان كل المدققين السياسيين يرون ان السياسة والدين يمشيان متكاتفين ، ويعتبرون ان اصلاح الدين هو أسهل واقوى واقرب طريق للإصلاح السياسي .


هل المؤسسة العسكرية هي الوحيدة التي اعتقدت إنها تمتلك الحقيقة المطلقة ؟!
أيضاً التاريخ هو المجيب بأكثر من قصة - ولكن سأذكر قلة القليل منها :
- نبدأها بمأساة الفيلسوف أبن رشد حين حاول النهوض ودمج الفلسفة مع الدين الاسلامي ، وحاول تأويل النصوص الدينية وإعمال العقل لرفع الأمة الاسلامية ، ولكن مُلاك الحقيقة المطلقة كان لهم رأي آخر ! كان لهم أن يمنعوا أبن رشد من الصلاة في المسجد وأن يحرقوا أعماله وأن يتم نفيه .. وقتها رد أبن رشد العظيم بمقولته الشهيرة " شباب يحسبون الدين جهلاً-وشيب يحسبون الجهل ديناً" .. ومقولته التي حسم بها خلاف الدين والعقل : " الله لا يمكن ان يعطينا عقولاً ، ويعطينا شرائع مخالفة لها." .
- ثم نذهب الى معركة صفين التي كانت ضد معاوية بن ابي سفيان وعلي بن ابي طالب - والتي تعامل معها معاوية على انه مالك الحقيقة المطلقة ومالك الدين والتي رفع فيها المصاحف ضد علي وجنوده!!
- وعثمان بن عفان - الذي قاله مقولته الشهيرة "لا أخلع قميص ألبسنيه الله" ضد الثوار ضده - إيمانا منه بأنه مالك الحقيقة والحاكم المطلق!!

لقد انحصر حركة العقل العربي بين قطبين أحدهما النص الديني وثانيهما السُلطة السياسية ، وفي هذا الحصر انتهى العقل العربي الذي أصبح سجين الأن !! سجين رجال الدين ولواءات جيش .
عزيزي القاريء توقف عن الحديث عن مدى قسوة المؤسسة العسكرية بمصر! قسوتها مستمدة من قسوة المؤسسة الدينية التي تبرر لها كل ما تقوم به ، الأزمة ليست في المؤسسة العسكرية - الأزمة ليست في هذا المسئول او ذاك! الأزمة هنا امام رجال الدين وتفسيراتهم والنقل من التراث !!

نعم - أنا أدعو الى ثورة دينية - ثورة ضد استبداد المؤسسات الدينية أولاً وقبل كل شيء .
نعم - هتاف "يسقط يسقط حكم العسكري" غير دقيق ويفتقد الى المعنى الصريح ، لربما هتاف " يسقط يسقط الحكم الديني" أكثر شمولاً ووضوحاً وراديكالية .



الأربعاء، 24 مايو 2017

حُب

مرحباً يا فتاة
هل تودين الذهاب الى أراضي بعيدة معي ؟ نمر مرور الكرام على البلاد التي تشتعل بها الحروب ، فيكفينا ما عشناه من حروب في تلك البلاد !
تعالِ تعالِ لا تخافي ، سنمر على البحار والانهار - سأهمس في أُذن تلك الغزال بكلماتٍ لن يعرفها أحد سوى الله .
سنعبر الجبال مشياً بالأقدام - وسأهمس في أُذن ذلك الصقر بكلماتٍ أخرى .
و نصل الى بلاد بها الحب ليس جريمة يعاقب عليها القانون ولا في شريعتهم الحب كفر وحرام ، نَمُر الى خيمة صغيرة - يدعونا ذاك الغريب الى ضيافته ويرحب ، أقابل تلك الحشرة الصغيرة - أهمس في أذنها بكلماتٍ أخرى تشبه كلماتي التي سبق وهمست بها في أُذن من سبقها.
عفواً ! هل تُلحيِن على معرفة تلك الكلمات ؟!
أبداً - لقد قُلت بأني - أحبك - كما لم أحب أحدٍ من قبل !
فلا تهتمي .

الاثنين، 8 مايو 2017

أجساد النساء ساحة للصراع المجتمعي

اليوم و في الماضي - جسد النساء مثال للخزي والعار ، وضعت الاسرة الشرقية شرفها واخلاقها في جسد أنثى .
ذلك الجسد المبهم ! مش معروف مين بيمتلكه ؟ الأنثى هي اللي بتمتلك جسدها أم الأسرة والاهل و المدرسة ورجال الدين و الساسة والمجتمع ؟
هل لازم اكون جميلة لجذب الذكور ؟ ولا اكون جميلة لأني عايزة اكون جميلة ؟وماذا لو انا قبيحة الوجه ؟!! هل لازم وقتها اخوض واعيش الحياة في كوكب أخر غير الارض ؟!!
الاسرة العربية اليوم مهتمتش بنسائها قدر ما اهتمت بالحفاظ على ما بين ساقيها ، وأصبح المرداف لكلمة "إمرأة" هي "الجنس"، واصبحت المرأة هي الاداة الجنسية ، المرأة هي "المفعول به" - هي الاضعف .



جسد الفتاة هو الساحة الكبرى للحروب 
 حروب الدين في الماضي كانت الدول بتسبي نساء بعضها البعض كنوع من التفاخر والقوة ، الخلفاء في الدولة الاسلامية في الماضي لما كان مصر من الامصار يرفضوا الطاعة - كان جنود الخليفة يدخلوا المصر يغتصبوا النساء ويفضوا غشاء البكر ،، واليوم لما يحب مسلم يتجوز مسيحية - يعتبر هذا انتصار للأسلام !! لانه تزوج إمرأة ،، والعكس صحيح في المسيحية - حين تتزوج مسلمة من مسيحي ينتهي بكارثة طائفية لأن المرأة هي ملك للدين وحده .
والدولة اليوم بتوطد فكرة ان جسد المرأة ليس ملك لها ! الدولة اليوم بتخضع النساء وتملكهن عن طريق النظام البطريركي ، وفي خطب الجمعة بيقف رجل الدين والشيخ ليردد في عقول المصلين والمستمعين له بأن من اصول الدين ان تحافظ على بناتك ونساءك وتخضعهن لمشورتك وامرك ، ومن تخالف فالنار مصيرها وعذاب الله في انتظارها .
جسدي كفتاة اليوم هو حرب بين الاخلاق واللأخلاق - فأخلاقي اليوم تقف على عتبة " ما ارتديه" مش على حسب معاملتي للأخر - اخلاقي اليوم هي طول القماش .
الشيوخ ورجال الدين والمتدينين قرروا يحطوا قيود اخرى على رقبة النساء بقولهم : لا رفعة لأمة بدون امرأة مسلمة تحافظ على شرع الله ،، او مقولة عظيمة اخرى تظهر النطاعة بترديدهم مقولة " ينتهي الغلاء حين تتحجب النساء" - في هذه الحالة يتقدم المجتمع ويزدهر اقتصاده وتنمو الزراعة فقط حين " نخضع النساء على اهوائنا ونمتلك اجسادهن" في هذه اللحظة يرضى الله عنا .
الدولة كمان بتتعامل مع النساء على انهن ارخص عمالة من الذكور " حتى وإن كان النساء افضل في الكفاءة" - و بيئة العمل مش جاهزة لسه لاستقبال نساء - فتبدأ رحلة " البحلقة" في جسد النساء ، والنساء موجودة في مقر العمل " لتطرية" المكان !!!
"بحلقة" في الشارع - "بحلقة" في الشغل - "بحلقة" على اي مكان عام حبت تقعد فيه .
بعض ذكور المجتمعات الشرقية بالرغم من محاولاتهم للتخلي عن ثقافة المجتمع الشرقي بعاداته وتقاليده البالية - والابتعاد عن حرفية النص الديني - إلا أن من المحزن والمؤسف انهم لسه بيقعوا ويسقطوا في اختبار المباديء - بتكون معظم جلساتهم عن عدد امتلاكهم من نساء ! او تباهي احدهم بفحولته !! 
ويبقى من المؤسف الى الابد - رواسب الثقافة الشرقية في تصرفات الذكر الشرقي ، ويكون هو الأخر طرف في تلك الحرب على جسد المرأة .


نتيجة الصراع على جسد النساء ؟
 الفتاة الشرقية اليوم انتهى بها الحال - اما ضحية مجتمع ابوي سلطوي متدين يحولها الى "ذكورية اكثر من الرجال انفسهم" - او فتاة بتحاول التحرر من قيود المجتمع " فيتم طردها من جنة المجتمع" فتوصم بالعاهرة"او الشرموطة" - او فتاة تحررت من قيود المجتمع بالفعل - نظرياً -  ولكن ظلت حبيسة "الخوف من جسدها" خائفة من ان يلمسه أحد . 



الجمعة، 17 مارس 2017

الله - في الشرق و الغرب

بالماضي – كانت صورة "الله" تختلف عن صورة " الله" في الحاضر .
كانت صورة "الله" في التاريخ تتمثل حول كونه قائد جيش – رئيس حرب – رجل عصابات – يستلذ بالقتل و يسعد بالدماء – ويتقرب المؤمنين به بدماء الاخرين له !
هذه هي الفكرة البشرية عن الله في الماضي .. فالفكرة البشرية عن "الله" في تغيير دائم .
تاريخ الانسان خير شاهد على تجسدات "الله" في كل عصر .
و السؤال – هل صورة "الله" في الماضي اختلفت عن الحاضر ؟
مؤسف هو ان تكون اجابتنا بــ - لا – فصورة "الله" التي تجسدت في قائد الجيش المتوحش المهيب و الذي يخشاه الجميع و الذي يحابي النساء عن الرجال و الذي سيقهر الجميع اذا شاء و بأي وقت إذا لم يؤمنوا به او إذا لم يخضعوا له ولاوامره !
لا زالت الصورة حيه الان في منطقة الشرق الاوسط .
فصورة "الله" في الشرق مختلفة عن صورة "الله " في الغرب .
و كما وضحنا ان صورة الله في تغير دائم في ذهن البشر ، الله بالماضي يموت ليفسح الطريق الى "الله" بصورة جديدة – لتمثل اخلاقاً أرقى لجنس بشري يتطور اخلاقياً و إنسانياً ، والفضل يعود الى تطور العلم والصناعة والتكنولوجيا .
و دائماً ما كان يتصور البشر ان " الله" له صفات بشرية و هذا راجع الى عبادة الاسلاف .
و كما قال زينونان قبل ميلاد المسيح بستة قرون : يتصور البشر الالهة انها تولد ، و لها كأنفسهم ثياب و اصوات و ابدان ... و حتى الالهة الاحباش فإنها سمر الوجوه مفرطحة الانوف ، وآلهة تراقيا ذات شعر ذهبي و عيون زرقاء .. بل إن هوميروس و هزيود نسبا إلى الآلهة كا شائن و معيب بين البشر : السرقة و الغش و غيرها من الافعال الخارجة على القانون ... وحتى الثيران ز الاسود و الخيل لو كان لها أيد ترسم بها الصور لصاغت الآلهة على هيئتها وجعلت ابدان الآلهة كأبدانها .
نعم نريد ان نقلب صورة "الله" في ذهن المسلمين رأساً على عقب – لأن صورة "الله" هي سبب تأخرنا عن مواكبة العالم الحديث من صفات انسانية واخلاقية – وبالطبع رجال الدين لهم اليد في جمود صورة"الله" في عقول وذهن البشر .
التطور والصناعة يطورون الانسان و من قبلهم يطورون " الله" ليتحول من رجل القبيلة و العصابات في الماضي الى "الله" الذي يدعم الانسانية والحب والخير والعدل والمساواة اليوم .
تفسيرات القرآن احدى اسباب جمود العقل البشري اليوم – ليتحجر ويكون مشلولا وعاجزا عن اي تطور .
تفسيرات القرأن اليوم هي تفسيرات لعصور اندثرت وانتهت و مات رجاله واصبحوا رمادا .
لماذا لا يتوافق الدين الاسلامي مع الانسانية ويدعمها ؟!
لماذا لا يقف و لو للحظة – الداعشي – امام وردة ويصرخ ليقول "هذا هو الله" ، لقد رأيت الله ! لماذا لا يقف و لو للحظة – التكفيري – امام طفل رضيع ويصرخ "هذا هو الله" ! لماذا لا يقف ولو للحظة – المتدين الوسطي – امام جسد امرأة ويصرخ "لقد رأيت الله" !
لماذا تقف صورة وتجسيد "الله " عند المسلمين من سنة وشيعة – امام صورة " الله" المتوحش القاتل العنصري !
لماذا لا ينتزع المتدين صورة "الله " التي في مخيلته – من السماء – ليضعه في الورود والكلاب والقطط والحشرات واجساد النساء .
لماذا صورة " الله" في ذهن المسلمين بالرب السعيد المنتشي بقتل هذا او ذبح ذاك !
بالرغم من انتشار مهنة رجال الدين الى درجة أن لكل مسلم و متدين رجل دين وشيخ خاص به " رجل دين لكل مواطن" – يتبع فتواه دون تفكير .
إلا ان رجال الدين اليوم لم يقدموا جديداً للدين و لا للمتدين ! لا زالت هي نفس خطبة الجمعة تردد على المنابر – ولا زال هو المتدين سيء الخلق و بليد انسانيا ومقيت .
نفس الافكار تعتنق منذ مئات السنين ، لا جديد يقدمه رجل الدين للبشرية – وإن كان واجبً علينا ان نذكر ما يقدموه من كره و رفض للاخر ونظرة دونية للمرأة و عنصرية دون حرج .
رجل الدين و اتباعه من المتدينين يتخذون من الاصولية رابطاً ايدولوجياً و مذهباً فكرياً لهم ، يخبرونا ان الاسلام هو الايدولوجية الشاملة للحياة الشخصية وللحياة الجماعية للدولة والمجتمع / ان القرآن والسنة وقيم المجتمع الاسلامي الاول هي اسس حياة المسلم و دستور الحياة اليومية للمسلمين / ان الشريعة تقدم المثال والمنهج للمجتمع الاسلامي الحديث والذي لا يعتمد على المعايير والتقاليد الغربية / ان اهم اسباب تراجع المسلمين هوالابتعاد عن الاسلام والاعتماد على الغرب ، وان العودة الى صحيح الدين هو الطريق الوحيد لاستعادة الهوية والمجد والنجاح والقوة والثروة / ان الجهاد واجب و فريضة على المستويين الشخصي والمجتمعي و هو السبيل للثورة الاسلامية.
الاصولية هي الجمود – الاصولية في مواجهة التطور – الاصولية نقيض العلمانية تماماً .
الاصولية هي : التعصب و رفض التكيف و عدم التسامح و الانغلاق و التحجر المذهبي وتقديس التراث والتصلب والمحافظة والعودة الى الماضي ومعارضة كل نمو وتطور – وهو تماماً ما يفعله المسلمين اليوم .
يأخذون من القرآن والسنة (مرجع مطلق) – وهنا تكمن الورطة .
يقف رجال الدين على المنابر ليخبرونا انه " لا اجتهاد مع النص " و يتخذون من هذا المبدأ قدسية خاصة لا يمكن اختراقها – ويصنعون منها فزاعة لاخافتنا نحن العلمانيين والتنويرين .
واستمد قول د/ حسين حماد من كتاب ذهنية التكفير حين قال : ان القول بالمصدر الالهي للنصوص الدينية لا يشترط بالضرورة مطلقيتها ، لان النصوص مقدسة من حيث منطوقها – لكنها "تأنسنت" منذ ان تجسدت في التاريخ واللغة ، وتوجهت بمنطوقها و مدلولها الى البشر في واقع تاريخي محدد .
و ايضا د/نصر حامد ابوزيد حين قال : ان القرآن محور حديثنا الان – نص ديني ثابت من حيث منطوقه ، لكنه من حيث يتعرض له العقل البشري يصبح منهجاً يفقد صفات الثبات ، انه يتحرك و تتعدد دلالاته ، ان الثبات من صفات المطلق والمقدس ، اما الانسان فهو نسبي ومتغير ، والقرآن نص مقدس من حيث منطوقه ، لكنه يصبح مفهوماً بالنسبي والمتغير ، ويتحول الى نص انساني يتأنسن ... فالنص منذ لحظة نزوله الاولى – اي مع قراءة النبي له لحظة الوحي – تحول من كونه نصاً إلهياً وصار فهماً "نصاً انسانياً" ، لانه تحول من التنزيل الى التأويل .

الاثنين، 13 مارس 2017

لقد مات الله

قد مات الله .
هكذا بدأ هذا الرجل و هو في نهاية العمر أخر كتاباته ، كتبها و هو يعلم أنه لن يقرأها او ربما لن يكمل كتابتها .
بدأها و هو في غاية الحزن و الربكه ! حزين لموت الله - و لكن ظل يتسائل عن اسباب موته ! إن اي اجابه له على سبب موت الله لهو اكتشاف عظيم له في بحثه .
موت الله هي بداية لإكتشاف اخلاق حقيقة جديدة - حياة جديدة - بداية وعي جديد .
أسباب موت الله ليست حكراً على أحد ! فالعوام من البشر سيعلمون كل العلم أن موت الله أسبابه قد ساهموا فيها .
نعم لقد تم قتل الله بسبب رجال الدين و اتباعهم المتدينين - كل من قال و ردد اقوال الشيوخ و الكهنة هو مساهم في قتل الله .
 و لكن هل رجال الدين هم العصابة الوحيدة ؟
لقد مات الله في اللحظة التي وقف فيها رجل على منبر و أخذ يردد " الموت لهذا و ذاك" ، مات الله حين ذهبت امرأة لإرتداء ملابس سوداء لتغطي كل شبر من جسدها و تردد "هذا من اجل الله" ، لقد مات الله حين قاموا مجموعة من الرجال بسحل وقتل رجل يعتنق دينً أخر غير ما يعتنقوه هؤلاء الرجال و ردووا قبل موته " موتك من اجل إرضاء الله" ، مات الله حين قاد ذاك الكاهن المتحدث بأسم الله إمرأة زانية إلى مسئولٍ بالدولة و أعلن ان موتها و إقامة الحد عليها "لهو حفاظاً على شرف الله" .
مات الله و تم طعنه عدة طعنات حين رأيت تلك الفتاة الصغيرة في عمر الست سنوات و هي ترتدي حجاب لرأسها - وحين سألتها لماذا ترتدي هذه القماشة !؟ انتِ طفلة و عمرك هو عمر اللهو واللعب - ردت وقالت " هذا من اجل رضى الله عني" .
لقد مات الله تماماً .
دقيقة انتظروا ! هل تم قتل الله - أم قرر أن يختفي بكامل إرادته ؟ هل الله أبتعد تماماً وحيداً - أم المخلوقات البشرية صنعت حواجز بينهم وبينه ؟! 
و لكن هذا الرجل أخبرني انه رأى موت الله - رأى الدماء منتشرة هنا وهناك ، لا لا لا الله لم يختفي بإرادته - هو تم قتله من رجال الدين العصابات و اتباعهم .
في كل نقطة دم من طفل او امرأة او رجل على مر التاريخ بسبب جهل و ظلم البشر - لهو دليل على موت الله .
مات الله - واصبح هناك بديل له - رجال الدين و تفسيراتهم للنصوص هي التي لها القدسية الاكبر و هي الله الان .
حين يبرروا حدث او يفسرون أية يخبرونا بأن" الله قال" - في حين ان الله لم يتحدث لنا ! لم اسمع صوته بعد ؟! هل سمع صوته بشري ما على الارض ؟ قرروا ببساطة ان يحلوا محل الله .
لم يردعهم أحد - بل بالعكس تمادوا و زاد عدد اتباعهم - و اصبح من يخالفهم هو زنديق .

أغتالوا الله - و أغتالوا معه العقل . 


الأحد، 5 مارس 2017

ماذا عن المتحولون جنسياً ؟

العالم منقسم الى فئات - والاختلاف جزء من الطبيعة الكونية اللى مش هتنتهي في لحظة غباء من فئة عندها شعور انهم الاغلبية او الاقوى .
الإنسان في المطلق بيعاني - الإنسان موجود علشان يمارس المعاناة على الارض .. ودي دايما فكرتي عن الوجود .
و المعاناة اللي قابلتها في كتابات و عيون بعض البشر الفترة اللي فاتت كانت تخص " Transgender-المتحولين جنسياً" .
مش هتكلم عنهم من منطلق علمي - و مش هقول إن التحول اللي بيعمله / بتعمله الإنسان بمختلف جنسيه هو ناتج عن اضطرابات هرمونية وبيولوجية و مشاكل جسدية .. لا مش هقول كدا - دا أسمه تحايل على حقوقهم علشان انت/انتِ تقبلوهم وسطكم !و مش همارس التحايل دا في مقالي زي ما عملت في مقال أخر عن المثليين جنسياً اللي حطيت فيه مقالات تثبت " طبيعة المثلية الجنسية" .
انا هتكلم عن معاناتهم بشكل مباشر و عن قضيتهم .
الدولة - الدولة بتحمي القطيع اللي شبه بعضه - القطيع المتشابه دينياً و فكرياً و جسدياً و جنسياً و غيره.. الدولة بشكل مباشر هي عامل مساعد لحالة الكره المنتشرة في العالم اليوم ضد جميع LGBT او ضد المختلفين دينياً و فكرياً خصوصاً لو في مجتمعات شبه مجتمعاتنا الشرق أوسطية ، بس خليني اكون اكتر وضوح في العويل و النواح اللي ملازمني على قضايا حقوق الإنسان - إن اماكن كتير و دول كتير بالعالم بتمارس الكره والاضطهاد والرفض للمتحولين جنسياً بشكل خاص و ال LGBT بشكل عام .
الدولة بتستهدف إفساد وعي الجماهير والمجتمع عن طريق إستخدام الدين ورجال الدين - كنوع من انواع الإلهاء عن سياسيات الأنظمة الحاكمة .. بالتالي الحكومات و الدول ادركت ان إزالة غضب و سخط الشعب و الجماهير لازم يتم تفريغه بعيد عن النظام السياسي ! فبتحوله لأي أقليه " عرقيه - دينية - جنسية " .. كما لو كان المختلفين عنهم مش بيعانوا من نفس معاناتهم ! 
الدولة مطالبة بحماية "أي مواطن" - مهما كان اختلافه "سياسياً و دينياً ومذهبياً وجنسياً وعرقياً -الخ" .
اليوم - معاناة المتحولين جنسياً في العالم بتستمر و بتوصل لمراحل القتل و الاجرام .
في باكستان - اتقتلت فتاة اسمها"اليشا" بسبب دعمها لقضايا النحول الجنسي .
في كوبا - الدولة بترفضهم تماماً و بتنقلهم إجباري لمعسكرات العمل .
في تركيا - اتقتلت فتاة اسمها " هاندة كدر" و وجد جثتها في الغابة في اسطنبول .
Stopping the Suffering of Transgender Immigrants
في أماكن متفرقة من الكوكب - بيتم قتل وتهديد اي متحول/ة جنسياً - في المقابل الدولة مش بتتخذ أي اجراء لحماية المتحولين جنسياً .
و المشكلة الاكبر هي رفض العقل البشري بوجود إختلافات بين البشر بعضها البعض - وان الاختلافات اللي واصلة للمجتمعات الشرق اوسطية - هي اختلافات في طول القامة او لون العيون او لون الشعر او طريقة الكلام " اللي كمان مش بتتقبلوها اوي" - لا دا العالم و الكوكب فيه اختلافات كتير بين البشر بعضها البعض اكتر من لون البشرة او لون العيون !!! 
الاختلاف واصل لمرحلة اكبر و اوسع - مرحلة ان فيه ناس عايشة معاك على نفس الكوكب اتولدوا على نوع جنسي و بكل رغبتهم اتحولوا لنوع جنسي مختلف .
و دا مش ضد الطبيعة اللي انت بتتشدق بيها دايما !! الطبيعة مقالتش " لا" والكرة الارضية ماشية في سكتها زي ما هي !
انما انت - بكل حقارتك و غبائك - بترفض الاخر اللي في النهاية مش هيأذيك في حاجة !
الاختلاف و التنوع موجود بقوة على الارض - و هو دا اللي ممكن نشاور عليه و نقول بكل ثقة و أريحية " الطبيعة الأم" .
الطبيعة هي التنوع والاختلاف بين كل المخلوقات الحية .



الخميس، 8 ديسمبر 2016

نون النسوة

و شرقكم ، يا سيدي العزيز يبايع الرجال أنبياء - و يطمر النساء في التراب .
هكذا اخبرنا نزار القباني عن وضع المرأة في الشرق الاوسط .

في الشرق الاوسط - لا زالت المرأة لم تتحرر من سُلطة الحاجة - فالدولة والحكومة تفرض عبر قوانينها معاملة المرأة كقاصر و كفاقدة للأهلية - وتربط تسيير امور حياتها بموافقة رجل او الاهل أو تعطلها في حال عدم توفرها !
أقسى ما عانينا اليوم من تشويه لنا كنساء وفتيات في ثقافة الموروث الاجتماعي و الايدولوجي - حيث حولنا هذا الموروث إلى عبء على نفسنا و نعجز نحن على حمله - منذ الولادة و أهلنا يفكرون في اليوم الذي يتخلصون فيه منا إلى زوجنا - هيا هيا ستتزوجي حتى تقل مصاريف الاهل !
أو بصورة اخرى الى منفانا الجديد - لقد شوهنا هذا الموروث فجعلنا نحتقر أنفسنا كما أحتقرنا هو و الذي جعل من خريطة جسدنا عار ومدعاة للإشمئزاز - فكلما خلعت ثوب و نظرت الى المرآة - أصبحت أخجل حتى إن داعب الهواء شعري ! أو إن ركضت و أهتز صدري !
جلعونا باب الخطيئة و باب التدنيس و نافذة العار الدوني .
جعلونا نتحمل تبعات كوننا " نساء " - الجميع يثبت شرفه و تقاليده وعاداته على النساء - و إذا خرجت احدهن عن المألوف قامت القيامة و فتحت ابواب الجحيم .
العنف الممارس ضد المرأة اليوم - هو عنف واضح وصريح و يظهر في العقول و في الأجساد و حتى في القوانين - أكثر من 603 مليون إمرأة يعشن في دول لا تجرم العنف المنزلي .
و على الجهة الاخرى - وضع المرأة في زنزانة معايير الجمال .. تقول ناعومي وولف في كتابها "خرافة الجمال" الذي صُنف كواحد من أهم عشرة كتب في تاريخ النسوية : أننا نربي الأولاد على الرغبة و الإعجاب بالفتيات - بينما نربي الفتيات على ان يكنّ مرغوبات من قبل الرجل - بمعنى ان الرجل ينضج و قد كون لنفسه صورة عن المرأة التي تثير إعجابه بدون الشعور بالحجاة للظهور بشكل معين للحصول على القبول من النساء - بينما تنضج المرأة وقد تعملت أن هدفها الأهم بالحياة هو ان تحظى بقبول و إعجاب الرجل لها - و أن تصبح سلعة مغرية يتسابق الرجال على شرائها فتصبح محاولة  إرضاء الرجال من مجتمعها هاجسها الوحيد إلى الحد الذي يجعلها تأكل مثلما يريدون - تتكلم مثلما يحبون - و تختار ما ترتدي مثلما يشاؤون - وليس من أجل راحتها الشخصية ورضاها عن نفسها .
إن معايير الجمال قمعية في الاساس - تخلق الكره و عدم التقبل بين المرأة و جسدها - مما أدى لجعل جسد المرأة مصدر لتمكينها و زاد من قمعها بشكل غير مباشر .
هيا - ستقومين "بالحمية" حتى تجعلي قوامك جميلاً و ينجذب اليكي الرجال .
هيا - ستزيلي الشعر من كامل جسدك - حتى يراكي الرجل جميلة و ينجذب .
اللعنة يا امرأة !! و اين انتِ من كل هذا ؟! اين سعادتك ورغبتك ؟ ذهبت مع مطالب الرجال - ذهبت مع المجتمع الذكوري .

اووه والمرأة التي لا تنجب لأي سبب كان - تشعر بالفاجعة و الغضب والنقص لعدم كونها أم ! ليس لسبب انها تريد ان تكون أم أو زيادة في عاطفة الامومة لديها ! ابداً ابداُ .. كل ما في الامر انها تبرمجت من الصغر ان الفتاة تتزوج و تنجب - هكذا تسير الامور .. حتى وإن كنتِ لا تصلحي لكونك أم ! و كم من نساء في مجتمعاتنا لا يصلحن لكونهن أمهات !؟

دعوني أعيد تعريف القهر من جديد - القهر هو ان أكتب اليوم عن الحرية و الثورة و انا لا امارسها ! القهر هو ان أكتب و أقوم بالتدوين عن حرية المرأة و لا يوجد اي طريق لممارسته .


كل الحب لنون النسوة .



الخميس، 1 ديسمبر 2016

ثورة و حرية جنسية

البداية كانت تحرش للنساء في الشوارع - فخرج علينا جهابذة الوهابية ليأمرون النساء "بالحجاب" - ولم يكتفوا بالحجاب ، بل رأوا انهم لا يزالون يشعرون " بالفتنة " من وجوه النساء و كفوف ايديهن ! فقرروا ان يشرّعوا و يفسروا آيات الذكر الحكيم بالقرآن على اهوائهم المريضة  و يخبرونا ان "النقاب " فرض على النساء - و لم يكتفي الرجال " القوامون على النساء " بالنقاب ! ان اصوات النساء كانت ربما تثير شهوتهم ايضا - فقرر رجال الدين و شيوخ الوهابية ان يفرضوا على النساء الجلوس في المنازل و عدم الخروج إلا للضرورة القصوى !
إلا ان أنتهي الحال بالمرأة العربية عامة والمصرية خصوصاً الى " الذل " ، و في المقابل تقف المرأة في أوروبا و أمريكا ليناقشن كيفية الصعود الى الفضاء و بجانبها الرجل ليستمع بكل احترام و ندية.
بالتأكيد ان رجال الدين جزء اساسي في حادثة "اغتصاب الكلبة " و في اي حادثة " تحرش او اغتصاب المرأة" - فحفاظهم على التراث و رفضهم للتنوير سيخلق المزيد من " الكوارث" - فوجود أحاديث نبوية تحض على الكره ضد المرأة و تشبيهها بالشيطان و عدم التعامل معها على انها "إنسانة كاملة الاهلية " - كالأحاديث الأتيه : 1 - للمرأة عشر عورات - فإذا تزوجت ستر الزواج عورة و إذا ماتت ستر القبر التسع الباقيات .
2 - المرأة عورة فإن خرجت استشرقها الشيطان .
3 - النساء حبائل الشيطان .
4 - النساء سفهاء - إلا التي أطاعت زوجها .
وهلم جراً من الاحاديث التي تعزز الكره ضد المرأة .
و أنتهى الحال بالمجتمع المصري بتصدره العالم في جريمة التحرش ضد النساء .
ثم ننتقل الى تحرش الرجال "بالاطفال" و منهم من يشعر "بالرغبة والشهوة" في الاطفال !! فيقرر رجال الدين ان "يحللوا" نظرية زواج الرجال من بنات قاصرات - و لم يدركوا بعد المخاطر التي تواجه الطفلة الصغيرة من تهتك في المهبل و الرحم و التي قد يعرضها الى الوفاة - وقد حدث بالفعل من حالات وفاة جراء زواج القاصرات ! وان احدى رجال الازهر الشريف " المؤسسة الوسطية" تدافع عن زواج القاصرات !
لم يصل للمجتمعات العربية والمصرية على وجه الخصوص ان من يقوم بالزواج بالقاصرات او يشتهيهم لهي جريمة يعاقب عليه القانون في المجتمعات الانسانية - و مرض يدعى بيدوفيليا .
اليوم - تصدرت الاخبار كارثة اخرى تنضم لباقي الكوارث التي تعوّد المواطن/ة على سماعها ليؤمن كل الايمان بأن " الهمجية" هي جزء اصيل في حياة الانسان في عام 2016 - وهي كارثة اغتصاب كلبة .
اغتصاب الحيوان او اشتهاء الحيوان ينضم لباقي الامراض التي اصبح يتفرد بها المواطن المصري و العربي بجدارة و هو مرض يدعى "الزوفيليا " او البهيمية .
يضيء في رأسي سؤالين " ماذا بعد اغتصاب كلبة " ؟! " وما الاسباب التي دعت الى هذه الحادثة و الكارثة" ؟؟
ارى من وجهة نظري ان الاسباب التي أدت الى اغتصاب الانسان "الكامل الاهلية" الى اغتصاب الحيوانات هو الكبت الجنسي .
و الذي يعتبر الى وقتنا هذا " تابوه" لا يجوز الاقتراب منه .

نعم - ادرك تمام الادراك كم السب و الاهانة والطعن الذي سأقابله وقت حديثي عن "ضرورة و وجوب الحرية الجنسية" - لكن لا مفر من  نشر الافكار التقدمية الأن - الكوارث تزداد - و تحول المواطنين المصريين الى فامبيرز اصبح مسألة وقت !
أدرك الاكليشيهات التي تردد في اذهانكم الان حين تقرأون كلمة " الحرية الجنسية " - ترددون كلمة الشرف - أي شرف ستتحدثون عنه الان وانتم في مؤخرة الامم ثقافياً واخلاقياً و انسانياً و علمياً ؟! 
الشرف الذي تضعونه بين افخاذ امرأة - لهو ذل لك كإنسان سوي .. لهو الزيف الحقيقي لمعنى ومفهوم "تقدم وتطور و حرية وحياة " - إنما شرف الانسان في "إخلاقه" - و أخلاقك لا ترتبط بأفخاذ الاخر ! انما ترتبط بمدى صدقك و نزاهتك و حبك وتقبلك للأخرين و وعيك و إلتزامك في عملك .
" الاخلاق" ترتبط بك وحدك و لا ترتبط بطول وقصر البلوزة التي تخص زوجتك او اختك - لا ترتبط بعذريتها او عدمه .

نعم - " اغتصاب كلبة " هو نتيجة الكبت الجنسي ببساطة .
فالطريق الوحيد لتفريغ الكبت الجنسي و اشباع الرغبة في " المجتمعات المتخلفة " هو " الزواج" بقانون شرعي - و هذا ادى الى تحول الزواج الى وسيلة " لتفريغ الكبت الجنسي" فقط !! بعد إن كان الزواج هو النهاية "لقصة حب بين شريكين" - و بعد إن كان الزواج هو وسيلة لظهور حب واحترام بين الشريكين - أصبح الان الزواج وسيلة جنسية - أصبح الأن الزواج هو "دعارة مقننة" - شراء فتاة  بمال تحت مسمى " مهر" و قبول الفتاة بالمال كما لو كانت سلعة وكما لو كان الرجل بنك متنقل - وهذا يسمى بالاخلاق في نظر المتدينين والمحافظين - و انتهى الحال بتصدر مصر في ارتفاع نسبة الطلاق في العالم .

نعم - الحرية الجنسية هي حق شخصي وتضع تحت بند الحريات - انت/انتِ احرار في التصرف في اجسادكم/ن .
و إذا أتى أحدهم ليناقشني عن الاديان و معارضتها للحريات - فردي له/لها ببساطة هو انه إذا كانت الاديان ضد الحريات ، فعليك ان تختار بين ان تكون متديناً او ان تكون حراً !
لكن على الغالب فإن الاديان قابلة للتأويل من جديد كما حدث لأديان تطورت و تطوعت لتواكب العصر - و لكن ! إن رفض رجال الدين مواكبة العصر و التطور و ظلوا حبيسين "للنصوص" فالمصير واضح و هو انقراض الدين كما حدث لاديان اخرى انقرضت ولم نسمع عنها إلا في كتب التاريخ .
رجال الدين و المتدينين الذين يملئون الارض ضجيجاً عن تحريم الجنس " إلا تحت عقد شرعي " هم اوائل الناس الذي يذهب فكرهم بالجنس - يربطون كل شيء بالجنس - نجد نظراتهم للأخرين خاصة الفتيات توحي بالجنس - دائمي التحرش بالفتيات اما باللفظ او الحركات - لا يحترمون خصوصيات الأخر و كل ما يشغلهم هو الجنس - واخيراً النهاية هو أغتصاب الرجال لكلاب في الشوارع !! اللعنة .. هل سيخرج علينا رجال الدين بفتاوي جديدة عن ضرورة " حجاب الكلبة" - او القاء التهمة للكلبة عن قدرتها لإغواء رجل بسبب ذيلها مثلا !!

الكبت الجنسي يظهر بشكل جلي و صريح و واضح وضوح الشمس في المجتمع المصري الأن - يظهر على هيئة " أنحطاط اخلاق و تحرش بالنساء والفتيات و لا يحترم بخصوصيات الاخرين - ونهاية اغتصاب كلبة " .

على الفتيات و الشباب ان يقوموا بثورة جنسية - أن ينقذوا المجتمع من الوحل ومن  حالة الفساد الأخلاقي و انعدام الانسانية
الذي أصبح يمتاز بها المجتمع المصري الأن - فإذا أحببتم فأتقنوا الحب كما يجب .

أتذكر مقولة دكتور نوال السعداوي حين قالت : عندما تريد ان تحكم بشراً ، يجب ان تكبتهم جنسياً .



الاثنين، 21 نوفمبر 2016

معاناة أهل النوبة في بلادهم

قضية أهل النوبة بتواجه تعتيم  مقصود و مباشر من الدولة واجهزتها - و تعتيم غير مباشر من المجتمع المصري بسبب حالة اللاوعي اللي عايشها المجتمع بسبب الفقر والجهل .. واللي انتهى به الحال ان المواطن المصري اليوم مش مهتم بأي حقوق غير حقوق " الاكل والشرب" - اللي مش بعيد يتنازل عنهم كمان للدولة وحكامها ورجال اعمالها .
اليوم و بعد مرور عقود و عقود على تهجير اهل النوبة من بلدهم وقراهم ، خرج بالأمس بعض الاقراد للتظاهر و لاعلان الرفض لبيع اراضي النوبة و اراضي اجدادهم من قِبل الدولة !
و بالتالي تخرج علينا الدولة عن طريق ادواته " كالإعلام" بإتهام اهل النوبة بقطع الطرق - و خطف سياح " معرفش هما فين السياح اصلا اللي هيتخطفوا!!" - و محاولة هز صورة السياحة في العالم ! ( لول - السياحة مضروبة من وقت ما الدولة نفسها نزلت ضرب في السياح المكسيكيين وقتلتهم عن طريق قصف جوي"بالخطأ"  و كمان من وقت ما الدولة برضو مش قادرة توفر الامن للسياح ) .

النوبة بتمثل لسكانها واهلها حياة و وطن - تاريخ اجدادهم و ثقافتهم و موروثاتهم - و اللي حصل من وقت 1902 مرورا بالمغفل جمال عبد الناصر نهاية الى المأسوف عليه وعلى حكمه عبد الفتاح السيسي - ان اهل النوبة تم قيام "جريمة" ضدهم واضحة وضوح الشمس .
التهجير القسري جريمة - و دولة كمصر من أنجح الدول في القيام بجرائم ضد مواطنيها .. بدايةً من نوبيين مروراً باليهود نهاية بالأقباط .
اهل النوبة تم تهجيرهم قسرياً بسبب حروب و بناء السد العالي على ايام المغفل جمال عبد الناصر " تخيلوا ان المغفل عبدالناصر بيعتبر ان تهجير مواطنين من ضفاف النيل هو جزء من التنمية المحلية - زي ما عمل تهجير لليهود و كان وقتها تهجيرهم أمن قومي ! " .
و اليوم - الدولة بقيادة سلسلة من المغفلين اللي ربنا بلانا بيهم واللي بنتوارثها في إدارة البلاد - بيرفضوا عودة اهل النوبة لاراضيهم من جديد بحجة " تحويل بعض اراضي النوبة الى مشاريع سياحية تخص التنمية المحلية" .. وطبعا مرفوض اي محاولة للتظاهر او الشجب من قِبل النوبيين ضد الدولة ..
 طبعاً -  المفروض الدولة والجيش يسرقوا الاراضي ويهجروا الناس ومحدش يعترض !! و إلا ! و إلا هيتم اتهامك بالعمالة للغرب و الخيانة و دا اللي حصل بالضبط في عهد مبارك - لما حاول بعض النشطاء النوبيين توصيل صوتهم للامم المتحدة ، واللي بعدها تم اتهامهم بالخيانة وتشويه صورة مصر بالخارج " وقتها كانت الفزاعة اللي بتمُارس ضد الشعب هي فزاعة الغرب " .. او لما تم اتهامهم اليوم بقطع الطرق وممارسة البلطجة !

مش بميل لإستخدام مصطلح "اقليات" - لكن مؤسف و مخجل لمجتمع كامل انهم يحسسوا اي حد مختلف عنهم " دينياً  و عرقياً و جنسياً و ألخ" بأنهم أقلية في المجتمع .
النوبيين يعانون من تسلط مجموعة تتمتع بمنزلة إجتماعية و أمتيازات أعلى - النوبيين يعانون من عنصرية و همجية ضدهم من قِبل افراد المجتمع .

اهل النوبة يحلمون بالعودة لارضهم وارض اجدادهم - ارض ثقافتهم و موروثاتهم .
يحلمون بالعودة الى بيوت يسكنها النخيل ويجاورها النيل - بيوت ملونة و مزخرفة - حقيقي الجمال بيشع من الحيطان والألوان ، و قبل دا كله - الجمال بيشع من قلوبهم و لغتهم .
اهل النوبة محافظين على أصالتهم بالرغم من كل الهمجية اللي قابلوها من الدولة ، قدروا يحافظوا على جمالهم الداخلي - قدروا يحافظوا على هويتهم .
حافظوا على جمالهم بالرغم من محاولات الدولة و المجتمع لترسيخ ثقافة العنصرية والاضطهاد والتقليل من شأن النوبيين و أصحاب البشرة السمراء - خصوصاً في السينما و الظهور بأن اصحاب البشرة السمراء هم الأقل شأناً  أجتماعياً و ثقافياً .

خليني اعيد كلامي اللي بقوله بمناسبة و بدون مناسبة - المرأة مش هتاخد حقوقها الا بأيديها - المسيحي مش هياخد حقوقه الا بأيديه - البهائي مش هياخد حقوقه الا بأيديه - النوبي مش هياخد حقوقه إلا بأيديه ... مفيش أي داعي للأنتظار و الظن أن انسان مش بيشاركك معاناتك هيحس بيك او هيشاركك مطالبك .

و من عاداتي اني بنهي كتابتي لأي نص بإرسال طاقة حب عظيمة لأي انسان بيعاني على الارض .
كل الحب لأهل النوبة .



الأحد، 13 نوفمبر 2016

مرحباً ايها الشر

أحاول ان اتقمص دور فتاة شريرة مؤخراً ، احاول ان استعير بعض الوقاحة من هذا و ذاك ! لعل وعسى استطيع المواصلة ولو وقليلاً و اتجنب هواجس الانتحار التي تلازمني منذ اسابيع !
ما الذي يدفع فتاة مثلي و في عمري الى الانتحار !؟
ربما بسبب العالم وشقاءه ! شقاء الانسان ! ربما لأني اتخذ الامور بجدية مفرطة و بأهتمام شديد ! كان يجب ان اكون برجماتيه .
الاخبار بالعالم ليست سعيدة - اللعنة اللعنة !! اللعنة الابدية تحاصر هذا العالم !
انا مرتعبة من فكرة تحولي - ان اصبح الإنسان الذي كرهته الغارق في العنف و الكره و المدمرة للجمال والحب والبراءة ! و هذا سبب أخر قوي يدفعني للأنتحار .. ربما اخفف الحمل عني وعن الحياة ، فأنا سأذهب و انا بكل حرية وخفة مطلقة - لم اجلب ذرية لهذا العالم لكي يمارسون الكره ، العالم أكتفى من البشر - فلماذا انجب مزيد من البشر على هذه الارض ! ألم يكتفي الجحيم ممن بداخله !
لقد أصبح القتل ممنهج على هذه الارض ، تحت الرقابة الدولية و السلطات !
ما زال الناس تقتل بإسم الأموات كالأنبياء و الرسل - بإسم الله و بإسم الوطن و العرق - و ما هو إلا ستار للقتل ضمن العبثية المطلقة التي تحاصرني - عبثية وجودي و وجودك - عبثية وجود الانسان .
اللعنة - لقد تحول العالم بأكمله الى معسكر .
لم أقف امام الأشرار ، لم أحاربهم .. اعتذر فأنا لست شجاعة .
انا لم أكن ابحث عن كنوز الارض - لم اكن اطلب العيش بقصر و امتلاك العالم ! لم اكسب المال من بيع الدين !
اكره هؤلاء الذين يسرقون كل الجمال في العالم - لم يتركوا لي شيئاً اعيش به ! حتى المرض اصابني و اصبحت افقد ذكرياتي مع أبي ، ذاك الذي كنت اعيش على ذكرياتنا سوياً في الماضي .. حتى ملامحه اصبحت تختفي من ذاكرتي تماماً ! أصبحت انظر الى صورته كثيراً مؤخراً حتى اتذكره جيداً - لقد نسيت نبرة صوته تماماً !
جل ما اتذكره عنه انه كان جميلاً - لربما مجرد بواقي شعور و عاطفه نحوه !

انا لا اتحمل لؤم وظلم وحقارة الممارسات البشرية ، نحن منغمسين في العهر .

لماذا يقتل الناس بعضهم البعض ؟ من اجل الاستمرارية ، من اجل قانون الحياة " البقاء للأقوى" صراع الحياة ملعون .
ماذا لو أصابني الجوع و لم اقتلك وتركتك تعيش وانا ذهبت بإرادتي للموت دون ان اسفك دمك !؟ إن من يدرك كينونة الانسان و الجمال يدرك ان إطعام كلب او قطة اجمل من اكل اللقمة وانت جائع .
لن اتقرب الى الله ابداً ! لن أرتدي عباءة الدين ! لن تسيل الدماء من فمي ويدي !
لن أنتمي الى عرق و طائفة ابداً ! لن أدافع عن تراب !

تخيلت حالي بطلة و منقذة للعالم منذ ولادتي ، تخيلت نفسي استطيع إزالة البؤس و الألم من على وجه العالم .. أعتذر لم استطع .
اتذكر كلمات العزيز فان جوخ حين قال " لن ينتهي الشقاء " .
او حين قال فيكتور هوجو " الوجع قانون إلهي " .
انا أقف بمحاذاة الحائط ، ألتصق به تماماً حتى لا يراني أحد الأشرار .. لم أخلع حجابي و لم أعلن خروجي عن الدين و لم أعلن اني لا أدرية ! و لم أعلن حتى عن ميولي في المطلق ! لا أستطيع التمرد - لا املك قوته ،، ولكن استطيع الإقدام على الموت بصدر رحب ،، بربكم !! أليس ما أعيشه الأن هو الموت و العدم و العبثية السرمدية ! ما الفرق بين وجودي الفيزيائي الذي بلا روح - و عدم وجودي الابدي ؟ سيان سيان - لا فرق .
أريد أن اختفي نهائياً كورقة صفراء تتساقط من على شجرة في غابة ميتة ، لا أعلم لماذا إلا لأنني فقدت كل ما يجعلني حيه .
أريد ان يكون وجودي أكثر خفة مما هو عليه الأن .

المشكلة تكمن في خوفي المستمر ، أخاف لمس الناس او التحدث معهم - اللعنة إنهم يرعبونني ، وهذا الخوف يزداد من البشر - الخوف من اني لا استطيع الرد على إساءة أحدهم فأغرق في حزني و ازداد لعثمة و ثقل في نطقي ! الخوف من لمس قلب محطم لأحدهم و لا استطيع اصلاحه - فأحبس روحي في غرفة وانام و لا استطيع النهوض مرة اخرى !

ما السبب الذي يجعلنا ان نستحمل هذا الجحيم ؟! هيا أخبروني .

صلواتي ، الى اولئك الغير مؤذيين - الذين صدمهم القدر في قلبهم ليأخذ كل الطيب على الارض - اولئك الصادقين الذين في هيئة زهرة جميلة مسالمة .. يا رفاق - هذا العالم ليس لكم - انه للقتل و للظلم و عبيد الاسياد ، اننا احرار و تلك القيود - قيود الحياة لا تتسع ليد مثل ايديكم .
هؤلاء البشر يعتبرونا غير منطقيين حينما نتحدث عن افكار تدعو للسلام و التي جل البراءة فيها ..
نحن بعيدون عن الغوغائية و منغمسون في العبثية - نحن بعيدون عن البشر وقريبون من الانسانية .
 نحن بعيدون عن الارض وقريبون من السماء .
هيا سننهي طريقنا و هذا افضل من مشاهدة نهاية العالم على يد حفنة من السفلة .
عليّ ان أعترف بأن " الأنا لدي متضخمة للغاية" - و لأن " الأنا" متضخمة فأنا لا استطيع ان اواصل مع الاوغاد البشرية التي على الارض ! انا افضل منكم جميعاً .
لا أريد ان اكون موجودة حينما يكشف العالم عن حقيقته التي اعرفها ! نعم انه نفاخر وغرور لأني فتحت عيني قبلكم وعرفت الحقيقة قبلكم .
انا فتحت عيني في وقت كان الجميع اغلق عينه - وفتحت أذني في حين الجميع رفض ان يسمع صوت الاخر - انا سمعت صوت آلامكم  و صوت آلام الحشرات و الحيوانات ! جميعهم معذبون على الارض .
يجب ان تملك القوة للحياة و العيش لمسايرة الألم - و انا خسرت المسايرة ، اصبح جسدي بالي لا يستطيع الاكمال - منهك و متعب للغاية .
انا مؤمنة ايضاً بأني لستُ وحيدة في الكون ، هناك رفاق يعيشون في كهوف و يكتبون مثلي - او ربما لا يستطيعون الكتابة و هذا اكثر ألماً .
أريد ان أحلق بعيداً و وجودي الفيزيائي يعيقني من التحليق بعيداً عن الأرض .

محبتي لكم يا رفاق .. واللعنة أصُبّها على الارض و على الاشرار .



الأحد، 6 نوفمبر 2016

بيسان - فيلسوفة في بلاد الشرق الأوسط

و لازال شغف الكتابة عن الرفاق ينتابني و يزداد .
فتاة جميلة - رفيقة من الرفاق التي اتشارك معها انتمائاتي الفكرية - نتشارك شغفنا بالسيد/فان جوخ - نتشارك سخطنا على الكوكب - نتشارك حبنا للفن و اللوحات - نتشارك بأرائنا حول الروايات و الأدب ، نتشارك الحياة بالرغم من وجود كل مننا في بلد مختلف عن الاخر .
فتاة مُشرقة ، و باطنها ليس أقل اشراقاً من ظاهرها - و الضوء الذي يشع من وجهها نابع من الضياء الذي يغمر قلبها .
تتحدث هي كما تتحدث أثينا - إحدى الألهة اليونانية و التي كانت إله الحكم والتخطيط - تملك القوة للسيطرة على مجريات الامور .. فحين تقرر فتاة ان تتبنى افكار تقدمية عليها ان تترك ضعف المرأة الشرقية و تنتمي لفريق القوة - ان تدرك انها امرأة لديّها عقل يفكر - و فيما يخص القوة فهي ليست فتاة ضعيفة ابداً ! تعرف كيف تدير شؤونها و ليست بحاجة لشخص أخر كي يدير شؤونها - جسدها ملكها - حياتها ملكها - خططها المستقبلية ملكها .. انها كالأله أثينا تماماً .
إنها مثال استطيع ان اختذل مفاهيم الافكار التقدمية والنسوية في وعيها نحو القضايا الانسانية .
 فمن منطلق وعيها النسوي تتحدث و تتبني افكاراً .
تتحدث هي كما تتحدث أفروديت - إحدى الألهة اليونانية و التي كانت إله الحب والجمال - تملك الحب في عمق قلبها و تنشره في المحيط حين تتحدث كما لو كانت أفروديت حقاً !!
فمن منطلق وعيها الإنساني نحو البشرية تتبنى الحب ديناً - ارى الله بشكل جلي حين تتحدث هي - فـ الله في نظري هو الحب المطلق .
حين تتحدث ارى فلاسفة العالم امامي - ببساطة شديدة و دون ان تدرك هيّ  تتبنى افكارأ و فلسفة فريدة - حتى حين تتحدث عن مخاوفها يكون الاسلوب الفلسفي في مقدمة حديثها .
 و دائماً انا ما اردد إن الفلسفة هي لغة العظماء .. فـ بيسان هي إحدى العظماء .
و الصدفة الكونية التي جمعتني بها - لازلت وسأظل حتى أبد الدهر - ممتنة لهذه الصدفة .
لربما سنجتمع في يوماً مرةٍ اخرى ، على قهوة كافيين بنفس المكان الذي تبادلنا حديثنا فيه - لربما ايضاً لن نتحدث - سنستمع لبعض المزيكا و نُشعل سجائرنا و نُدخن - و نصمُت .
فلنرسل كل طاقات الحب لبيسان الفتاة الأردنية .

الاثنين، 31 أكتوبر 2016

رسالة الى الرفاق

الانتحار .
الانتحار فن من الفنون ايضاً ، على البشر أن يتقنوه جيداً قبل القدوم عليه .
الانتحار - هو عمل انساني جليل ، يقوم به اصحاب القلوب البائسة و اليائسة .. نحاول أن ننقذ تاريخ الانسانية من موتنا المستحق من قِبل الدولة او المجتمع .
ان الموت في انتظارنا آجلاً عاجلاً - سواء موت بسلاح الإعداء او موت بكامل ارادتنا و هو الإنتحار .. و لا احد - لا احد يعلم مِن مَنّ يعيشون معنا اننا على شفير الموت .
ان حياتنا مليئة بالشكوك و الحماس ، و بداخلنا الخواء الاعظم ، لقد فقدنا السند على هذه الارض - كالأب مثلا - الذي فقدّه انا يوماً ، و كالأم مثلا - التي لطالما لم اعرف او افهم معنى الامومة رغم وجودها ..
اصبحنا نستلذ الوحدة  ، و ضحية هذه الوحدة سنكون نحن فقط ، نحن ضحايا الوحدة الموحشة الذي سببّها لنا المجتمع .
اصبحنا مستهلكين يا رفاق - طاقتنا تم إهدارها من اجل لا شيء ! لم نحقق ما تمنيناه و لا في استطاعتنا أن نتوقف عن التمني يوماً .
يتحدث من حولنا كثيراً كثيراً - يملئون الكون طاقة سلبية بحديثهم الغير مفهوم و الغير مرغوب فيه .
اننا اعظم من هؤلاء البشر الذين يعيشون حولنا يا رفاق ، اننا الاكثر جمالا نعيش وسط الاكثر قبحاً .
و لأننا الاعظم و الأجمل - فعلينا أن ندخل في نقاش مع الرب وجهً لوجه ، علينا أن نبحث عنه في الاعالي و نعقد اجتماع طاريء معه .. علينا أن نُدينه ! علينا أن نقوم بإنقلاب عسكري في السماء لإحتلال مكان الرب ، لم يقم بدوره جيداً !
"الأنا" لدي ليست متضخمة - انها مثقلة بالحزن فقط .
يا رفاق - اننا مصابون بالجنون ، اننا نتمنى و نحلم بأمور لا مكان لها هنا على هذه الارض ! ماذا يعني البحث عن السلام والحب و الجمال ؟!! اننا مجانين لبحثنا المستمر عن هذه الامور ! كان يجب أن نردد مثل هؤلاء القطيع "عاش الرئيس" او نصرخ في منابر مساجدهم ونقول "عاش رجال الدين الاموات والاحياء" .. هؤلاء من قمنا بتقوية عدائنا وخصامنا معهم بطرق عميقة !
علينا أن ننتحر يا رفاق - و انا لا أدين لاحد بشيء ، لم يساعدني احد - جميعهم تركوني تماما كالغريقة في المحيط الهادئ .
لم نستطع أن نساير هذا العالم ! لم نستطع أن نكون احباب جيدون - و لا ابناء جيدون - و لا موظفون جيدون - ولا اصدقاء .. فشلنا أن نساير روتين هذا العالم ، أن العالم كان ثقيل على قلوبنا كثقل الجبال على حشرة صغيرة ! لا قدرة لنا على المواصلة .
اشعر بكم - تريدون الصراخ ! سنصرخ سوياً ولكن في عالم اخر يا رفاق .. علينا في البدء أن نحرر وجودنا الفيزيائي و أن نلقي ثقل الآمنا بعيداً في قعر الارض ، علينا أن نُنهي استخدامنا للحزن بشكل لائق .
و حين نُنهي مهمتنا العظيمة في الانتحار - سأعطيكم نبذة عن ما سيحدث بعد موتنا .
اسمعوني جيداً - سيخجل الاهل من طريقة موتنا ، و المتدينين سيصبون لعناتهم علينا و يرددون "كفرة كفرة" ، و المتفائلون سيخبرون من حولهم اننا كنا ضعفاء و الحياة تحتاج الاقوياء فقط ، و هناك بعض البشر سيشعرون بالشفقة حيالنا .
جميعهم اوغاد - يشبهون الدولة و يشبهون رجال الدين .
لم استطع أن اكون برجماتية ، لم استطع ابداً أن اكون مثلهم يا رفاق .
يا رفاق - نحن الاعظم على مر تاريخ الانسانية و بالرغم من هذا لن يذكرنا احد ! و كما تعلمون - أن من يكتب التاريخ هم الاوغاد المنتصرون ، و نحن انهزمنا هزيمة كبرى - فلنبتعد و نترك الساحة لهم ، ليمارسوا كرههم .



الأحد، 30 أكتوبر 2016

المجد لنا

الاختلاف والانفصال عن القطيع مش سهل وبسيط زى ما انتم متخيلين .
هو مغري ليكم - من بعيد .
لكن في الواقع - هو متعب جدا و محبط ، محبط لعدم وجود دعم معنوي من اي حد يقولك ياله كمل - انت صح كمل - او حتى ميقولكش انت صح بس يسيبك - يعني احنا مش طالبين اكتر من أن الناس تسيبنا بأختياراتتا سواء كانت صح او غلط "اللي هي اختيارات  مش بتضر حد" .
الاختلاف في مجتمع - اللي المختلف فيه هو متهم بالفجور والفسوق مش سهل وبسيط .
ترديد أمثلة شعبية زي "خالف تعرف" دي كانت كارت ارهاب لأي حد يفكر خارج القطيع .. كانت بتخلينا نخرس تماما - كانت بتتقال من باب السخرية على اي حد قرر يقول "لا" .
الاختلاف عن القَطيع - بيصيبك بالاحباط و بيتطور لو سيبت نفسك وبيتحول لهواجس انتحار .
الاختلاف في مجتمع الكل متشابه فيه - بيكون جريمة اخلاقية .. الاختلاف بيحولك لشخص وحيد و منبوذ و احيانا مكروه .
اهلك بيبعدوا عنك و اصحابك في الماضي بيشيلوك من حساباتهم ! و مع مرور الوقت بتكون واضح إنك "مميز" وسط القطيع ، بيفقسوك و تتكشف تماما .
الاختلاف الناتج عن الوعي - وعيك بالقضايا الانسانية بتزداد - فكل تصرف وكلمة بتتقال منك بتكون مختلفة لان طرحك للامور والقضايا مختلفة .
بنقرر نعمل دوائر لنفسنا - دوائر من البشر تشبهنا ، احيانا بنفشل في اختيار الصديق للإنضمام للدايرة او القوقعة اللي بنعملها لحالنا ، بنقع في اختيار واحد بيردد شعارات لجذب الانتباه - و دول بيتفضحوا وبيتعرفوا تماما - بيقولوا شعارات وسطنا و وسط التجمعات البشرية و اول ما يرجعوا بيتهم بيبدؤا يمارسوا ذكوريتهم و سلطتهم والابوية في البيت مع محيطهم ، عقلي بيدي اشارة أن الشخص ده مش حقيقي !! مزيف - فببعد .
الاختلاف مخيف - الوعي محبط ، في لحظات من حياتك بتتمنى انك مكونتش قريت كتب ! في لحظات بتتمنى من اللي حواليك انهم ياخدوك تاني في حضنهم ! تقولهم : انا هكون مطيع/ة- بس ارجوكم ضموني من جديد للقطيع .

و اوقات كتير - بنكون فخورين بحالنا ! خصوصا في القضايا الانسانية والحقوقية .
المجد للي قالوا "لا" في وجه من قالوا "نعم" .
احنا قله - و القله هما اللي بيغيروا التاريخ .
المجد لينا - احنا مش قليلي الشأن ابدا ، احنا الاعظم .

أدب العدم

لا اريد ان يكون لدي أبناء ! لا اريد ان اكون امً ! اريد ان ينقطع نسلي - بحيث أُصبح انا والعدم سواء .
ما الجدوى من الانجاب ؟! ما الجدوى من استمرار نسلنا على الارض ؟

أدب الاموات

سيتحول عجزنا على تغيير العالم و الواقع الى عجز في اجسادنا ، و حينها - حينها سنُشبه الاموات .. إن لم نكن اصبحنا امواتٍ بالفعل .

ورطة

الاهل و الاصدقاء و من نعيش معهم اصبحوا غرباء الروح - و الغرباء عنا الذين يمكثون بعيد  و بيننا وبينهم بحار ومحيطات و حدود اصبحوا هم المقربون .
إنها الورطة الاسمى على الإطلاق .. إنها الغربة الاسوء على الإطلاق .

تفاصيل

من المحتمل أن نقع في الحب ، و الوقوع هذا اراه وقوع في قلب العالم .
وقوع في تفاصيل الكون - و لا مفر من مشاهدة حالنا هكذا - لا بيدنا شيء و لا نملك قوة للسيطرة على الامور ، سنقع و سيتحول الآلام التي يسببها الوقوع في الحب الى فلسفة يتشدق بها الفلاسفة لكي يحذروا الاخرون من الحب .

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

حائرة سليم - و الرابطة الروحية

جميلة جميلة .
عادةً ما اُكرر الكلمة مرتان او اكثر في النطق حين اصف امر ما "فوق العادي" - الامر تلقائي  .
أضع يدي على رأسي بشكل لا ادراكي بحيث تكون محاولة مني لرفض جميع الافكار بعقلي و أريد ان ابقي فكرة واحدة - وهي الاستمتاع بفكرة وجود إنسان  ما على الارض بهذه الخفة و الجمال .
انا فتاة تستطيع الطيران - نعم - استطيع الذهاب الى اي بلد و اي مدينة واي منزل و حتى استطيع اختراق الحجرات - استطيع ايضا الطيران بداخل قلوب البشر ! استطعت الطيران منذ ايام معدودة - في يوم 12 اكتوبر - الى لبنان و اخترقت جدران المنزل و الحجرة و الجسد وكنت بداخل قلب انسان ما .
وجدت فتاة - عصية تجاه الاوامر التي يصدرها قادة وسادة العالم من بين مجتمع ذكوري و ابوي و متدين محافظ !
وجدت فتاة - ابنة عالمي و تعيش فيه ، بغض النظر عن مكان مولدها و عن حدود الزمان و عن الظروف المختلفة في المعيشة والتركيبة الشخصية التي بيننا .
قررت بداخل عقلي المضطرب ان اتشارك معها افكاري ..انا و هي - ستسمع الارض والسماء والمياة صوتنا ! و ليرتعش العالم كله بخطواتنا الثقيلة .
او لربما - سنذهب - انا وهي - نحو الظلام ونختفي بداخله ، فكما قالت لي الفتاة في يوم " وحده الليل الذي يستطيع حمايتنا دون ان يقتلنا" .
هنا هنا - يوجد حبل ، حبل قوي وغليظ - يربطني بالفتاة برباط قوي ، لربما تكون " رابطة روحية" ! 

مستمرة انا بالكتابة - و لأول مرة اشعر ان احيانا نكتب عن الاخر و للأخر ،،إن هذا الشعور بالاستمرارية يعد امتيازاً ، انه يجعلك جزءاً من فئة يوجد فيها شعور عميق بالتضامن .
حائرة - هي فتاة لبنانية من الجنوب ، لديها رشاقة وتمرّس في الكتابة - ثائرة على اعراف مجتمعات عربية لازال الحكم القبلي و العشائري يسيطر بها !
حائرة - فتاة يجمعني بها الثورة على الافكار المحافظة وتبني الافكار التقدمية .. لم اقابلها ، و يلهمني فكرة انه كم من انسان على هذه الارض رفيق لنا دون ان نقابله / ها ؟!
اجهل عنها الكثير و الكثير من الصفات الشخصية و الانتماءات الايدولوجية و فلسفتها نحو الحياة و ما هو المفضل لديها من نوع مزيكا و فيلم و لون وطعام وشراب .. و لكن - ما فائدة المعرفة !؟ فنحن نعيش مع اناس نعرف عنهم تفاصيل حياتهم - ولكن اصبحوا في النهاية غرباءٌ عنا ! ماذا لو عرفت و رضيت شغفي بالمعرفة بها - لربما ينتهي الامر الى العادية .. والخوف من ان نكون عاديين - العادية التي يمتاز بها البشرية جمعاء ، نحن لسنا عاديين .
لتصبح من فتاة يعصف بذهني الشغف نحوها الى فتاة عادية ! 
انا و هي - نحن عباقرة - والعالم من حولنا اقزام ، نحن نحمل فكرة مختلفة عن القطيع و نلقيها في وجوههم - والاقزام يدافعون عن الافكار العادية المنتشرة بين القطيع - فالقزم هو فرد من القطيع .
انا لا احكي عنها - لا احكي عن حائرة الفتاة اللبنانية - انا احكي عن العلاقة التي تجمعني بها ، عن الرابطة الروحية .

انا اكتب الى حائرة - و الى قلبها كل السلام .

الاثنين، 17 أكتوبر 2016

السلفيين و الوسطيين - رعاع الكوكب

ما بين الطائفية و العنصرية و التمييز ضد اي مختلف عنهم دينياً و مذهبياً - ما بين إيمانهم بتخاريف واساطير "شيوخ ورجال دين" - ينتج لنا ( الكره ) - او بصيغة اخرى ينتج لنا ( الإسلاميين) .
فمرادف ( كره ) = إسلامي .

الإسلاميين و ما يندرج تحتهم من مستويات مختلفة من الطائفية و التمييز و الكره و هو ما يسمى من الوسطيين - الوسطية في الاسلام يعني ( احمد ربنا اني سايبك عايش في بلد احنا المسلمين اغلبية فيه) - ايا كان مين المختلف عنهم .
الوسطية في الاسلام يعني ( لا مش هنقتلك لا ابداً - بس انت مش هتوصل لمناصب سياسية او عسكرية او ادارية "إلا بمحدودية" علشان انت مسيحي كافر واحنا بلد الاغلبية فيه مسلمين - لا مش هنقتلك لا ابداً - بس انت لو معتنق اي دين غير المسيحية مثلا زي "البهائية" فياريت تمارس شعائرك في السر ومفيش داعي تجهر بيها حفاظاً على مشاعرنا احنا الاغبية المسلمين و ياريت لو انت فاطر في رمضان متجهرش بفطارك علشان دي معصية وانت بتجرح مشاعري كمسلم سُني من الاغلبية ) .
وسطية في الاسلام يعني ( لا مش هنقتلك - بس هنوديك السجن ونرفع عليك قضية ازدراء اديان إذا تم المس بمقدساتنا وامواتنا اللي في القبور من مئات السنين زي قضية اسلام البحيري لما كشف واقع البخاري ) .
الوسطي يعترض على استخدام السلاح لقتلك بس دا ميمنعش انه هيفرح لما تموت علشان انت كافر وعاصي - و بيستخدم طرق اخرى لقمعك والحد من حريتك ..
الوسطي لا يختلف عن الاسلامي الداعشي !! فقط الاختلاف يكمن في طريقة قمعك - مابين الموت و السجن و القمع " يكمن الفرق" .
الوسطي ممكن يختلف عن الاسلامي في المظهر الخارجي - يعني البنت تلاقيها لابسه الجينز و حجاب مودرن او من غير حجاب كمان  وموبيل حديث و هلم جره - والرجل بيلبس البنطلون الجينز برضو ومش بعيد تلاقيه بشعر طويل وبيسلم عادي على البنات و بيكون بيشرب خمور كمان ،، بس كل دول "الولد والبنت - اصحاب الهيئة من الحداثة" اول ماتجيبوا سيرة دين وحرية وعلمانية قدامهم - بيتقلبوا لثيران بتنطح - بيتحولوا لنفس الشخص ابو جلابية و زبيبة ودقن 50 سم او لست ملثمة لابسة نقاب - بيتحولوا لداعش بس معهوش سلاح مش اكتر - بس نفس كمية الكره اللي جواه هي نفس كمية الكره اللي جوا الداعشي .. هتلاقي الوسطي دايما بيحاول جاهداً انه يعمل دعاية لنفسه على انه قد ايه هو كوول ومتقبل الاخر واوبن مايند - بس واقعياً هو ميتقلعش من رجلك زي الاسلامي السلفي .

لا فرق جوهري واضح بين الاسلامي الداعشي و بين الوسطي - كلاهما يؤمن ان المرأة لا تخرج من منزلها و لاتضع عطر - لانها ستكون زانية في هذه اللحظة .
كلاهما - يرى ان المرأة ملكية خاصة - يجب السيطرة عليها ، يقدمون تبريرات ممتازة لإضطهاد المرأة .. هتلاقيهم متفقين ان حجاب المرأة وتغطيتها وتهميشها هو امر مفروض ولا جدال عليه - يمكن حبايبي بيختلفوا بس على شكل الحجاب بين حجاب رأس او نقاب كامل .
كلاهما - يؤمن ان على المسيحي دفع الجزية !! بربكم - ديانة واحدة فقط لا يستطيعون تقبل معتنقيها وسط 4000 ديانة في العالم !
كلاهما - منطلقهم نحو الحكم السياسي والحياة الاجتماعية هو " تطبيق الشريعة الاسلامية" - الامر مغلف بالدين تماما - و دا يخلينا نرجع من جديد للقول بأن " كل شيء مغلف بالدين ما هو الا بداية للطائفية والتمييز - ونهاية لاي مفهوم انساني" .
كلاهما - يظن ان الكون والمجرات يدورون حول دينهم وحضارتهم .
كلاهما - لا يدرك ان مقدساتهم هي خرافات بالنسبة للاخرين - ودائما ما نردد ان ما تقدسه انت ليس بالضرورة قابل للتقديس بالنسبة للاخرين ! بالتالي لما حد يسخر من شعائرهم يقتلوه او يسحلوه او اضعف الايمان يسجنوه بحجة " غيور على ديني" الجملة الاشهر على الاطلاق في ألسنة المسلمين جمعاء ! الجملة اللي بعتبرها بذرة ظهور داعش والجماعات التكفيرية كلها - ما هم بيقتلوا الاخر بحجة حبهم للدين وإعلاء اسم الله .
الاسلاميين "رعاع الكوكب" كما احب ان اسميهم دائما - عايشين لسه على ماضي تاريخهم اللي ريحته كلها دم وقتل و انتهاك حرمات وفض بكارات فتيات و استغلال دين  - الاسلاميين ومن اتبعهم بمختلف الدرجات هما مش اكتر من مستهلكين - مجتمع مستهلك فقط - عايز يحكم العالم بشريعته !
هيحكم العالم بشريعته - بس بسلاح الغرب الكافر ! يعني حتى مفكرش انه ينتج ! بس هينتج ايه !؟ هينتج كره بس .
وليه ينتج اصلا طالما الغرب موجود ؟! يعني على رأي كاهن الاسلام الاكبر " الشيخ شعراوي" لما قال عن الغرب : هؤلاء الغرب يعتبروا من جنود منافعنا نحن - لانهم يشقون ويتعبون كي نستفيد - فهم كالمطايا بالنسبة لنا !! الشيخ شايف ان علماء الانسانية زي الحمير - هما يتعبوا ويشقوا واحنا ناخد مجهودهم ونستهلكه - ودي فهلوة وشطارة المفروض نفتخر بيها يا اخونا يعني .
تفسيراتهم في الدين لسه متخطتش عصور و بيئة الصحراء والقبيلة - لسه عايشين بفكرهم وعقولهم عام 20 هجريا مثلا ! ومظهرهم الخارجي من اول القلم اللي بيكتبوا بيه الى الطيارة والعربية اللي بيركبوها كوسيلة مواصلات من مجهود ومنتج حضارة "انسانية" - حضارة قررت انها تحترم الانسان بكل اختلافاته الجندرية والاجتماعية وميوله الجنسية ودينه وعقيدته و ايدولوجيته وافكاره وغيره من اختلافات - " حضارة الغرب هي حضارة علمانية بأمتياز" .
الاسلامي بيجن جنونه لما تقوله "حرية" - الوسطي المحافظ بيموت برضو من كلمة "حرية" ، و كل اللي وصلوا له عن مفهوم حرية - هي الحرية السياسية و تغيير نظام سياسي مكان نظام سياسي اخر .
الاسلامي المتطرف والوسطي اللي بيستخبى في "مظاهر الحداثة" - تلاقيهم مرتبطين بجملة ( غيور على ديني) ، الجملة اللي بينتهي قائلها دائما و ابدا الى مجرم و طائفي وحقير تماما كالسلفيين " رعاع الكوكب" .

هتلاقي الوسطي بيردد ويقول ان " لا اكراه في الدين "  - في حين ان لو فكر فقط مجرد التفكير - ان انسان ما "مسلم" ترك الاسلام - هيكون نهايته ايه غير القتل ؟!!
السلفيين و الوسطيين - بيقوموا بإكراه الاخر في الدين - و داعش والجماعات اخواتها في الفكر والعقلية هم القوة التي تتولى الإكراه بإسم الدين بجدية وعزم واخلاص اكثر من غيرهم - العنف غير مرفوض بأسم الاسلام - و معظم المسلمون بدرجات تشددهم و وسطيتهم المنافقة بيقولوا  ان لا بأس باستخدام العنف باسم العقيدة - وان قتل المرتد واجب و ان العلماني كافر !! ففي النهاية ازاي الاسلام بريء ؟!


في نظري - ان التأويل والتفسيرات الدينية المنتشرة بين المسلمين هي السبب الرئيسي لعدم تكيف المسلمين مع الاخر .
المسلمين مش قادرين يتكيفوا مع العلم والحضارات الانسانية والحريات وحقوق الانسان اللي كل يوم بتتطور - الفضل يرجع "للشيوخ ورجال الدين" .
لما الشيخ او رجل الدين يقول (( ان الاسلام يرفض كذا ويقبل كذا )) - فدا غلط ببساطة - لان الاسلام لا يقول ولا يرفض ولا يقبل ، اللي بيقول وبيرفض وبيقبل هو شخص ما قرر يكون وصيّ على الاخرون - اللي بيرفض ويقبل هو انسان لا يختلف عني في شيء سوى انه قرر انه يكون "نائب إله" .... (( مقال عن العلمانية كنت كتبتها من سنة - العلمانية كفر ))

اقتباساً من دكتور نصر ابوزيد لما قال " الحضارة المصرية القديمة هي حضارة (ما بعد الموت) - و الحضارة اليونانية هي حضارة (العقل) - اما الحضارة العربية الاسلامية فهي حضارة (النص) " .
و دا لان الاسلامين واشباههم من الوسطيين المنافقين - بيعطوا النص القرأني الاولوية الكاملة لتحديد مجريات امورهم في الحياة كلها .

هتلاقي دايما الاسلامي و الوسطي - بيولول - وشايف نفسه مضطهد و ان فيه مؤامرة عليه وعلى دينه !! في حين انه لما بيخرج بره مستنقع الشرق الاوسط بيلاقي كل الحرية لممارسة شعائره - الحرية اللي هو بيرفض يديها لغيره في بلده !

في النهاية - فتح باب التأويل من جديد و تسليط الضوء على التفسيرات الحديثة و العصرية الملائمة لهذا العصر لحفظ حقوق الانسان و لمواكبة المسلمين للعالم - لربما هيكون بداية التقدم للمجتمعات الاسلامية والشرق اوسطية .

اعزائي رعاع الكوكب - الدين خُلِق لخدمة الانسان - و ليس الانسان خُلِق لخدمة الدين ، فمفيش داعي من تشويه صورتكم اكتر من كدا قدام البشرية - ومش كل ما نرفض شيء او نقبله - تطلعوا انتم زي الخازوق و يتقال اصل الشريعة بتقول كذا وكذا  ! الانسان اهم من الشريعة والدين يا معرصين ! و لو انت عايز تمشي على حسب الشريعة المهلبية فمتقرفنيش انا وغيري جنبك يعني !!
حبايبي السلفيين والوسطيين و اشباههم من بني البشر بحكم التركيب الفسيولوجي يعني هما بشر للاسف - الله مالوش قرايب علشان تنزعجوا نيابة عنه !! الله مالوش قبيلة و عشيرة خاصة علشان تكونوا انتم عشيرته وقبيلته و تلموا بعض كما لو كنتم رجال عصابة وتروحوا تقتلوا في غيركم لإعلاء اسم الله !! و يا ترى مين رئيس العصابة ؟!

آلا يكفي ازدراء لإسم الله ؟
آلا يكفي كره و قتل !
آلا يكفيكم سحب الاكسجين من الهواء هباءاً !؟



الأربعاء، 5 أكتوبر 2016

عن المثلية الجنسية بين الماضي والحاضر

حسناً - انا بقالي شهر تقريبا او اكتر مبعملش حاجة غير البحث على الانترنت عن "المثلية الجنسية" .

قريت ان الانسان - يقدر يكتشف ميول جنسية مختلفة تماما عن ما هو كان عايش بها طول عمره - يقدر يكتشف ان بنفس حبه واعجابه بالنساء ، هو ذاته مقدار الحب والاعجاب بالرجال .. والعكس صحيح مع النساء .
المثلية - مرتبطة بالجينات ، شيء فطري خالص - وفيه دراسات كتير بتؤكد دا  Nature World News ، Male homosexuality influenced by genes, US study finds ، Homosexuality May Start in the Womb 
و ايضا فيه دراسات بتقول ان "جميع النساء" بايسكشوال - و إن هن اذا لم يكتشفن ميولهن الجنسية نحو النساء فدا لانهن لازالوا لم يختبرن ميولهن تماما - Women are either bisexual or gay but 'never straight
المثلية الجنسية منذ عام 1990 وهي اتحذفت تماما من قائمة "الامراض النفسية" عند منظمة الصحة العالمية World Health Organization، و فيه كتير من الجمعيات و هيئات الصحة الامريكية  American Psychological Association

ادراجي للينكات "علمية" عن فطرية المثلية مش معناها تحايل على البشر انهم يتقبلوا المثليين - كسم اي حد رافضهم ببساطة .
و انا مش منتظرة العلم يقول كلمته في امور بديهية جدا مرتبطة " بحقوق الانسان" - مرتبطة بحرية الانسان في التعامل مع " مؤخرته" !
و لو !!  نحن على اعتاب 2017 - و فيه ناس عايزة تّدخل في " غرف نوم وسراير" بعضها البعض !؟ الوقاحة واقتحام الخصوصيات والتدخل فيما لا يعنينا وصل لأعلى مراحلة ! وصل الى مرحلة البجاحة العلنية !
المثليين في الشرق الاوسط - من اكثر الفئة المضطهدة بشكل عنيف - اللي مع مرور الوقت تفكيرهم في الانتحار اصبح شيء اعتيادي ! 
و لو على الدين - فنحن لسنا في دولة ثيوقراطية - علشان نصوص دينية و كام واحد بدقن وزبيبة يفرضوا على الاخرين افكارهم !
هذا ان افترضنا ان المثلية  لها حد في الشريعة والدين ! لا يوجد حدود ضد المثلية - والعقاب اللي حصل على قوم لوط "كان عقاب إلهي" ، وان في النهاية قوم لوط كانوا في الاساس مجرمين ومغتصبين .
و هذا ان افترضنا ايضا - ان المثلية الجنسية بعيدة عن العرب والمسلمين - وان الامر مرتبط بالحداثة مثلا !!

خلينا نشوف التاريخ الاسلامي : 

المثلية كانت موجودة في العصر العباسي"العصر اللي كان فيه اسواق للواط"  و العصر الاموي و العصر الاندلسي - الى درجة انه كان بيتكتب في الغلمان "اشعار" ، على سبيل المثال - ابن ابي البغل لما قال ( و إلا فالصغار ألذ طعماً و أحلى إن ارد بهم فعالاً ) 

ابو نواس - انا بحب ابو نواس واشعاره بشكل عظيم وبتبجيل شديدين - ابو نواس كان مثلي جنسيا ، هو وقع في حب رجل كان حسن الجمال و كتب عنه اشعار وقال ( يا مُوعِدي القَتلَ ظلماً لقد - خالفتك في الخنجر كفّيكا ، ما خنجر يقتلني سيدي - أقتلُ من تفتير عينيكا ، يا من دعا قلبي الى حبه - فقلتُ: لبيك وسعديكا ، هب لي - ولا تبخل يا سيدي - فترةً ما بين فخذيكا ) ! 
قصص ابو نواس مع المثلية متعددة - ما بين الغلمان وما بين الرجال ... " المصدر - ابو هفان ابن حرب المهزي - اخبار ابي نواس " .

اما الخلفاء المؤمنين - فكان يزيد بن معاوية مشهور بممارسة المثلية - و الوليد بن يزيد بن عبد الملك - وفي العصر العباسي كان الامين معروف علناً بممارسته المثلية مع الغلمان ، ورفضه وجود اماء وجواري في قصره ، و كان واقع في حب غلام اسمه كوثر ، وكتب عنه شعر وقال ( كوثر ديني ودنياي وسقمي وطبيبي - اعجز الناس الذى يلحى محباً في حبيب) - و الخليفة المأمون اتقال عنه رواية انه كان الوزراء بيتوسطوا غلام جميل نظرا لانه المأمون كان متيم به وقال عنه بيت شعر لما سأله المأمون وقاله انت اسمك ايه ؟ قال له "لا ادري" ، فرد المأمون وقال : تسميت لا اداري لانك لا تدري بما فعل الحب في صدري .
و في خلافة المأمون كان فيه قاض مشهور اسمه يحيى بن اكثم - كان معروف بعمله الديني الواسع - اشتهر بكتابة اشعار وغزل عن ولدين - و اتعزل عن منصبه بسبب ممارسته للمثلية .

والخليفة المتوكل والمعتصم - اللي قال عنهم المسعودي في كتاب مروج الذهب - ان المتوكل كان عاشق لفتى اسمه هاشك والمعتصم كان بيجيب الغلمان من الاتراك في قصره ووصل عددهم الى 4000 غلام . 

البلاد العربية والاسلامية كان ممارسة المثلية الجنسية شيء عادي - خصوصا المغرب - اللي كانت بتعتبر قبلة "الحريات الجنسية" - لكن في ظل ازدياد الفكر الوهابي في العالم العربي - وفي ظل تضخم قوة السعودية في سيطرتها على البلاد العربية "بتصديرها للفكر الوهابي" ما كان على المغرب وباقي الدول العربية إلا ان "تُجرم" المثلية الجنسية تحت ضغط من السعودية - مع العلم ان المغرب جرمت المثلية منذ عام 1972 فقط .
المثلية في العالم الشرق اوسطي قديماً كان علني وكان بيلاقى قبول اجتماعي - فقط ظهور دولة فاسدة قائمة على التطرف والكره "كالسعودية" هي من انهت الحريات و حقوق الانسان .

في النهاية - السياسيين النهاردا لما يحبوا ياخدوا دعم من المواطنين - يبدأوا بترويج انهم داعمين للمثلية الجنسية ولحقوقهم .
مريب - مريب جدا ان حقوق الانسان تصبح النهاردا " مادة للجذب السياسي" - مريب ومخيف ان الانسان وحقوقه اصبحت اداة لممارسة السياسة .
حقوق الانسان مش مجال للتفاوض ابداً .

كل الحُب لأي إنسان على الأرض يُعافر من اجل نيل حريته/ها .