الأحد، 19 يناير 2014

قواعد العشق الاربعون لسيدنا شمس التبريذى

ولما كان العشق جوهر الحياة وهدفها السامى كما قال مولانا الرومى ،، فأنه يقرع ابواب الجميع بمن فيهم الذين يتحاشون الحب ... "الصوفى الملتزم" هو داعى الى الحب ومحرر من جميع القيود والقواعد التقليدية ،، مشرعا امامه جميع البشر من مختلف المشارب والخلفيات ،، وبدلا من ان يدعو الى الجهاد الخارجى الذى يعرف بالحرب على الكفار الذى دعا اليه الكثير فى ذلك الزمان وماقبله - دعا الرومى الى الجهاد الداخلى ويتمثل هدفه الى جهاد ( الأنا) وجهاد النفس وقهرها فى نهاية الامر .

يقول الله "نحن اقرب اليه من حبل الوريد" فالله لا يقبع بعيدا فى السموات العالية ، بل يقبع فى داخل كل منا ، لذلك فهو لا يتخلى عنا.

القاعده الاولى من قواعد العشق الاربعون : ( ان الطريقة التى نرى فيها الله ما هى الا انعكاس للطريقة التى نرى فيها انفسنا ، فإذا لم يكن الله يجلب لنا سوى الخوف والملامة فهذا يعنى ان قدرا كبيرا من الخوف والملامة يتدفق لقلوبنا ، اما اذا رأينا الله مفعما بالمحبة والرحمة فأننا نكون كذلك . )

القاعدة الثانية : ( إن الطريق الى الحقيقة يمر من القلب لا من الرأس ،، فاجعل قلبك لا عقلك دليلك الرئيسى .. واجه ، تحد ، وتغلب فى نهاية المطاف على "النفس" بقلبك ...ان معرفتك بنفسك ستقودك الى معرفة الله ).

القاعدة الثالثة : انه يمكنك ان تدرس الله من خلال كل شىء وكل شخص فى هذا الكون ،، لان وجود الله لا ينحصر فى المسجد او فى الكنيسة .. لكنك اذا كنت لا تزال تريد ان تعرف اين يقع عرشه بالتحديد ، يوجد مكان واحد فقط تستطيع رؤيته ، ولم يمت احد بعد رؤيته .. فمن يجده يبقى معه الى الابد ).

القاعدة الرابعة : ( يتكون الفكر والحب من مواد مختلفة ..فالفكر يربط البشر فى عقد لكن الحب يذيب جميع العقد ..ان الفكر حذر على الدوام وهو يقول ناصحا "احذر الكثير من النشوة" بينما الحب يقول "لا تكترث اقدم على هذه المجازفة" وفى حين ان الفكر لا يمكن ان يتلاشى بسهولة ،، فان الحب يتهدم بسهولة ويصبح ركاما من تلقاء نفسه ...لكن الكنوز تتوارى بين الانقاض ،، والقلب الكسير يخبىء كنوزا )

القاعدة الخامسة : (تنبع معظم مشاكل العالم من اخطاء لغوية ومن سوء فهم بسيط .. لا تأخذ الكلمات بمعناها الظاهرى مطلقا وعندما تلج دائرة الحب تكون اللغة التى نعرفها قد عفًى عليها الزمن .. فالشىء الذى لا يمكن التعبير عنه بكلمات لا يمكن ادراكه الا بالصمت )

القاعدة السادسة : ( الوحدة والخلوة شيئان مختلفان فعندما تكون وحيدا من السهل ان تخدع نفسك ويخيَل اليك انك تسير على الطريق القويم . اما الخلوة فهى افضل لنا ،، لانها تعنى ان تكون وحدك من دون ان تشعر بأنك وحيد ..لكن فى نهاية الامر من الافضل لك ان تبحث عن شخص ،،، شخص يكون بمثابة مرآة لك .. تذكر انك لا تستطيع ان ترى نفسك حقا الا فى قلب شخص اخر ..وبوجود الله فى داخلك . )

القاعدة السابعة : ( مهما حدث فى حياتك ومهما بدت الاشياء مزعجة فلا تدخل ربوع اليأس .. وحتى لو ظلت جميع الابواب موصدة فإن الله سيفتح دربا جديدا لك .. احمد ربك! من السهل عليك ان تحمد الله عندما يكون كل شىء على ما يرام ... فالصوفى لا يحمد الله على ما منحه الله اياه فحسب ! .. بل يحمده  ايضا على كل ما حرمه منه. )

القاعدة الثامنة : ( لا يعنى الصبر ان تتحمل المصاعب سلبا ، بل يعنى ان تكون بعيد النظر بحيث تثق فى بالنتيجة النهائية التى ستتمخض عن اى عملية . ماذا يعنى الصبر ؟ انه يعنى ان تنظر الى الشوكة وترى الوردة ،، ان تنظر الى الليل وترى الفجر .اما نفاد الصبر فيعنى ان تكون قصير النظر ولا تتمكن من رؤية النتيجة . ان عشاق الله لا ينفد صبرهم مطلقا ، لانهم يعرفون انه لكى يصبح الهلال بدرا فهو يحتاج الى وقت . ) ..... لقد خلق الله المعاناه حتى تظهر السعادة من خلال نقيضها ..فالاشياء تظهر من خلال اضدادها .. وبما انه لا يوجد نقيض لله فأنه يظل مخفيا .

القاعدة التاسعة : لا تحكم على الطريقة التى يتواصل بها الناس مع الله ،، فلكل امرىء طريقته وصلاته الخاصة ان الله لا يأخذنا بكلمتنا بل ينظر فى اعماق قلوبنا .. وليست المناسك او الطقوس هى التى تجعلنا مؤمنين ،، بل ان كانت قلوبنا صافية ام لا . )

القاعدة العاشرة : (لا يوجد فرق كبير بين الشرق والغرب والجنوب والشمال . فمهما كانت وجهتك ، يجب ان تجعل الرحلة التى تقوم بها رحلة فى داخلك .. فاذا سافرت فى داخلك فسيكون بوسعك اجتياز العالم الشاسع وما وراءه. )

القاعدة الحادية عشر: ( عندما تجد القابلة ان الحبلى لا تتألم اثناء المخاض ، فإنها تعرف ان الطريق ليس سالكا بعد لوليدها .. فلن تضع وليدها اذا .. ولكى تولد نفس جديدة يجب ان يكون ألم .. وكما يحتاج الصلصال الى حرارة عالية ليشتد فالحب لا يكتمل الا بالألم . )

القاعدة الثانية عشر : ( إن السعى وراء الحب يغيرنا .. فما من احد يسعى وراء الحب الا وينضج اثناء رحلته . فما ان تبدأ رحلة البحث عن الحب حتى تبدأ تتغير من الداخل ومن الخارج ).

القاعدة الثالثة عشر : ( يوجد معلمون مزيفون واساتذة مزيفون فى هذا العالم اكثر عددا من النجوم فى الكون المرئى .. فلا تخلط بين الاشخاص الانانيين الذين يعملون بدافع السلطة وبين المعلمين الحقيقيين .. فالمعلم الروحى الصادق لا يوجه انتباهك اليه ولا يتوقع طاعة مطلقة او اعجابا تاما منك .. بل يساعدك على ان تقدر نفسك الداخلية وتحترمها .. ان المعلميين الحقيقيين شفافون كالبلور ، يعبر نور الله من خلالهم ).

القاعدة الرابعة عشر : ( لا تحاول ان تقاوم التغييرات التى تعترض سبيلك .. بل دع الحياة تعيش فيك .. ولا تقلق اذا قلبت حياتك رأسا على عقب .. فكيف يمكنك ان تعرف ان الجانب الذى اعتدت عليه افضل من الجانب الذى سيأتى ؟ ) .

القاعدة الخامسة عشر : ( إن الله منهمك فى إكمال صنعك من الخارج ومن الداخل .. انه منهمك بك تماما .. فكل إنسان هو عمل متواصل يتحرك ببطء لكن بثبات نحو الكمال .. فكل واحد منا هو عبارة عن عمل فنى غير مكتمل يسعى جاهدا للاكتمال .. ان الله يتعامل مع كل واحد منا على حدة لان البشرية لوحة جميلة رسمها خطاط ماهر تتساوى فيها جميع النقاط من حيث الاهمية لاكمال الصورة )

القاعدة السادسة عشر : ( من السهل ان تحب الها يتصف بالكمال . النقاء . والعصمة ،، لكن الاصعب من ذلك ان تحب اخوانك البشر بكل نقائصهم وعيوبهم .. تذكر ! ان المرء لايعرف إلا ما هو قادر على انه يحب .. فلا حكمة من دون حب .. وما لم نتعلم كيف نحب خلق الله فلن نستطيع ان نحب حقا ولن نعرف الله حقا ) .

القاعدة السابعة عشر : ( ان القذارة الحقيقية تقبع فى الداخل .. اما القذارة الاخرى فهى تزول بغسلها .. ويوجد نوع واحد من القذارة لا يمكن تطهيرها بالماء النقى وهو لوثة الكراهية والتعصب التى تلوث الروح .. نستطيع ان نطهر اجسامنا بالزهد والصيام ..لكن الحب وحده هو الذى يطهر قلوبنا ).

القاعدة الثامنة عشر : ( يقبع الكون كله داخل كل انسان فى داخلك .. كل شىء تراه حولك بما فى ذلك الاشياء التى قد لا تحبها .. حتى الاشخاص الذين قد نحتقرهم او نمقتهم يقبعون فى داخلك بدرجات متفاوته .. لا تبحث عن الشيطان خارج نفسك ايضا..فالشيطان ليس قوة خارقة تهاجمك من الخارج بل هو صوت عادى ينبعث من داخلك ..فأذا تعرفت على نفسك تماما وواجهت بصدق وقسوة جانبيك المظلم والمشرق .. عندها تبلغ ارقى اشكال الوعى وعندما تعرف نفسك فإنك ستعرف الله ) .

القاعدة التاسعة عشر : ( اذا اراد المرء ان يغير الطريقة التى يعاملة فيها الناس .. فيجب ان يغير اولا الطريقة التى يعامل بها نفسه .. واذا لم يتعلم كيف يحب نفسه حبا كاملا صادقا ،، فلا توجد وسيلة يمكنه فيها ان يحب .. لكنه عندما يبلغ تلك المرحلة ،، سيشكر كل شوكة يلقيها عليها الاخرون .. فهذا يدل على ان الورود ستنهمر عليه قريبا .... كيف يمكن للمرء ان يلوم الاخرين لانهم لا يحترمونه اذا لم يكن يعتبر نفسه جديرا بالاحترام ؟ ) .

القاعدة العشرين : ( لا تهتمى الى اين سيقودك الطريق بل ركز على الخطوة الاولى ..فهى اصعب خطوة يجب ان تتحمل مسؤولياتها .. وما ان تتخذ تلك الخطوة دع كل شىء يجرى بشكل طبيعى وسيأتى ما تبقى من تلقاء نفسه .. لا تسير مع التيار بل كن انت التيار ) .

القاعدة الواحد والعشرون : ( لقد خلقنا جميعا على صورته . ومع ذلك فإننا جميعا مخلوقات مختلفة ومميزة .. لا يوجد شخصان متشابهان .. ولا يخفق قلبان لهما الايقاع ذاته . ولو اراد الله ان نكون متشابهين لخلقنا متشابهين .. لذلك فإن عدم احترام الاختلافات وفرض افكارك على الاخرين يعنى عدم احترام النظام المقدس الذى ارساه الله ).

القاعدة الثانية والعشرون : ( عندما يدخل عاشق حقيقى لله الى حانة فإنها تصبح غرفة صلاته .. لكن عندما يدخل شارب الخمر الى الغرفة نفسها فإنها تصبح خمارته .. ففى كل شىء نفعله قلوبنا هى المهمه لا مظاهرنا الخارجية .. فالصوفيون لا يحكمون على الاخرين من مظهرهم او من هم .. وعندما يحدق صوفى فى شخص ما فإنه يغمض عينيه ويفتح عين ثالثه - العين التى ترى العالم الداخلى ) .

 القاعدة الثالثة والعشرون : ( ما الحياة الا دين مؤقت وما هذا العالم الا تقليد هزيل للحقيقة .. و الاطفال فقط هم الذين يخلطون بين اللعبة والشىء الحقيقى .. ومع ذلك فإما ان يفتتن البشر باللعبة او يكسروها بازدراء ويرموها جانبا . فى هذه الحياة تحاشى التطرف بجميع انواعه لانه سيحطم اتزانك الداخلى . فالصوفى لا يتصرف بتطرف بل يظل متسامحا ومعتدلا على الدوام ) .

القاعدة الرابعه والعشرون : ( يتبوأ الانسان مكانه فريدة بين خلق الله .. اذ يقول عز وجل " ونفخت فيه من روحى "فقد خلقنا جميعا من دون استثناء لكى نكون خلفاء الله على الارض .. فاسأل نفسك كم مرة تصرفت كخليفة له ، هذا ان فعلت ذلك ؟ تذكر انه يقع على عاتق كل منا اكتشاف الروح الالهية فى داخلة حتى يعيش وفقها . )

القاعدة الخامسة والعشرون : ( ان جهنم تقبع هنا والان وكذلك الجنة . توقفوا عن التفكير بجهنم بخوف او الحلم بالجنة ،، لانهما موجدتان فى هذه اللحظه بالذات .. ففى كل مرة نحب نصعد الى السماء وفى كل مرة نكره او نحسد او نحارب احدا فإننا نسقط مباشرة فى نار جهنم ) .

القاعدة السادسة والعشرون : ( لا ضر  ولا ضرار . كن رحيما . لا تكن نماما حتى لو كانت كلمات بريئة .. لان الكلمات التى تنبعث من افواهنا لا تتلاشى بل تظل فى الفضاء اللانهائى الى ما لا نهاية ،، وستعود الينا فى الوقت المناسب .. إن معاناة إنسان واحد تؤذينا جميعا .. وبهجة إنسان واحد تجعلنا جميعا نبتسم ).

القاعدة السابعة والعشرون : (يشبه هذا العالم جبلا مكسوا بالثلج يردد صدى صوتك ..فكل ما تقوله سواء اكان جيدا ام سيئا ،، سيعود اليك على نحو ما .. لذلك اذا كان هناك شخص يتحدث بالسوء عنك فإن التحدث عنه بالسوء بالطريقة نفسها يزيد الامر سوءا. وستجد نفسك  حبيس حلقة مفرغة من طاقة حقودة..لذلك انطق وفكر طوال اربعين يوما وليلة بأشياء لطيفة عن ذلك الشخص .. إن كل شىء سيصبح مختلفا فى النهاية لانك ستصبح مختلفا فى داخلك . )

القاعدة الثامنه والعشرون :( ان الماضى تفسير ، والمستقبل وهم .. ان العالم لا يتحرك عبر الزمن وكأنه خط مستقيم ،، يمضى من الماضى الى المستقبل .. بل ان الزمن يتحرك من خلالنا وفى داخلنا فى لوالب لا نهاية لها . )

القاعدة التاسعة والعشرون : ( لا يعنى القدر ان حياتك محددة بقدر محتوم .. لذلك فإن ترك كل شىء للقدر وعدم المشاركة فى عزف موسيقى الكون دليل على جهل مطلق ..ان موسيقى الكون تعَم كل مكان وتتألف من اربعين مستوى مختلفا .. ان قدرك هو المستوى الذى تعزفين فيه لحنك .. فقد لا تغيرين التك الموسيقية بل تبدلين الدرجة التى تجيدين فيها العزف ).

القاعدة الثلاثون : ( ان الصوفى الحق هو الذى يتحمل الصبر حتى لو اتهم باطلا ..وتعرض للهجوم من جميع الجهات ولا يوجه كلمة نابية واحدة الى اى منتقديه..فالصوفى لا ينحى باللائمة على احد ..فكيف يمكن ان يوجد خصوم او منافسون او حتى "اخرون" فى حين لا توجد " نفس "فى المقام الاول ؟؟ كيف يمكن ان يوجد احد يلومه فى الوقت الذى لا يوجد فيه الا "واحدا" ؟ )

القاعدة الواحد والثلاثون : (اذا اردت ان تقوى ايمانك فيجب ان تكون لينا فى داخلك ..لانه لكى يشتد ايمانك ويصبح صلبا كالصخرة يجب ان يكون قلبك خفيفا كالريشة ..فإذا اصبنا بمرض او وقعت لنا حادثة او تعرضنا لخسارة او اصابنا بخوف بطريقة او بأخرى ،، فأننا نواجه جميعا الحوادث التى تعلمنا كيف نصبح اقل انانية واكثر حكمة واكثر عطفا واكثر كرما ..ومع ان بعضنا يتعلم الدرس ويزداد رقة واعتدالا ..يزداد اخرون قسوة ....ان الوسيلة التى تمكنك من الاقتراب من الحقيقة اكثر تكمن فى ان يتسع قلبك لاستيعاب البشرية كلها ،، وان يظل فيه متسع لمزيد من الحب ).

القاعدة الثانية والثلاثون : ( يجب الا يحول شىء بين نفسك وبين الله ، لا ائمة ولا قساوسة ولا احبار ولا اى وصى اخر على الزعامة الاخلاقية او الدينية ولا السادة الروحيون،، ولا حتى ايمانك ...آمن بقيمك ومبادئك لكن لا تفرضها على الاخرين .. واذا كنت تحطم قلوب الاخرين .. فمهما كانت العقيدة الدينية التى تعتنقها فهى ليست عقيدة دينية جيدة .. ابتعد عن عبادة الاصنام بجميع انواعها لانها تشوه رؤيتك ..ليكن الله ، والله وحدك دليلك .. تعلم الحقيقة لكن احرص على  الا تصنع من الحقائق التى تتكون لديك اوثانا ).

القاعدة الثالثة والثلاثون : ( على الرغم من ان المرء فى هذا العالم يجاهد ليحقق شيئا ويصبح شخصا مهما ،، فأنه سيخلف كل شىء بعد موته .. انك تهدف الى بلوغ المرحلة العليا من العدم .. عيش فى هذه الحياه خفيف وفارغ مثل رقم الصفر.. اننا لا نختلف عن اصيص الزرع فليست الزينة فى الخارج .. بل الفراغ فى داخلنا هو الذى يجعلنا نقف منتصبى القامة ،، فالوعى بالعدم وليس ما نتطلع الى تحقيقه هو الذى يبقينا نواصل الحياة ).

القاعدة الرابعة والثلاثون : ( لا يعنى الاستسلام ان يكون المرء ضعيفا او سلبيا ،، ولا يؤدى الايمان بالقضاء و القدر او الاستسلام بل على العكس تماما .. اذ تكمن القوة الحقيقية فى الاستسلام - القوة المنبعثة من الداخل ،، فالذين يستسلمون للجوهر الالهى فى الحياة يعيشون بطمأنينة وسلام حتى عندما يتعرض للعالم برمته الى اضطراب تلو اضطراب ).

القاعدة الخامسة والثلاثون : (فى هذا العالم ليست الاشياء المتشابهة او المنتظمة بل المتناقضات الصارخة ، هى مايجعلنا نتقدم خطوه الى الامام .. ففى داخل كل منا توجد جميع المتناقضات فى الكون لذلك يجب على المؤمن ان يلتقى بالكافر القابع فى داخله،، وعلى الشخص الكافر ان يتعرف على المؤمن الصامت فى داخله،، والى ان نصل الى اليوم الذى نبلغ فيه الى مرحلة الكمال "مرحلة الانسان المثالى" فإن الايمان ليس الا عملية تدريجية ويستلزم وجود نظيره : الكفر ) .

القاعدة السادسة والثلاثون : (لقد خُلق هذا العالم على مبدأ التبادل ،، فكل امرىء يكافأ على كل ذرة خير يفعلها ،، ويعاقب على كل ذرة شر يفعلها.. لا تخف من المؤامرات او المكر او المكائد التى يحيكها الاخرون ..وتذكر انه اذا نصب لك احدهم شركا فأن الله يكون قد فعل ذلك فهو المخطط الاكبر ..اذ لا تتحرك ورقة شجرة بدون علمه .. آمن بذلك ببساطه وبصورة تامه...فكل ما يفعله الله يفعله بشكل جميل ).

القاعدة السابعة والثلاثون : (إن الله ميقاتى دقيق .. انه دقيق الى حد ان ترتيبه وتنظيمه يجعلان كل شىء على وجه الارض يتم فى حينه . لا قبل دقيقه ولا بعد دقيقه .. والساعة تمشى بدقة شديدة بالنسبة للجميع بلا استثناء .. فلكل شخص وقت للحب ووقت للموت ).

القاعدة الثامنة والثلاثون : ( ليس من المتأخر مطلقا ان تسأل نفسك ، هل انا مستعد لتغيير الحياة التى احياها ؟هل انا مستعد لتغيير نفسى من الداخل ؟ ).

القاعدة التاسعة والثلاثون : ( مع ان الاجزاء تتغير فإن الكل يظل ذاته .. لانه عندما يغادر لص هذا العالم يولد لص جديد .. وعندما يموت شخص شريف يحل مكانه شخص شريف اخر .. وبهذه الطريقة لا يبقى شىء من دون تغيير بل لا يتغير شىء ابدا ايضا..لانه مقابل كل صوفى يموت يولد صوفى اخر فى مكان ما فى هذا العالم..ان ديننا هو دين العشق وجميع البشر مرتبطون بسلسلة من القلوب فأذا انفصلت حلقة منها حلت محلها حلقة اخرى فى مكان اخر...ان الاسماء تتغير تأتى وتذهب لكن الجوهر يبقى ذاته ) .

القاعدة الاربعون : ( لا قيمة للحياة بدون عشق .. لا تسأل نفسك ما نوع العشق الذى تريده ،، روحى ام مادى ،، الهى ام دنيوى ،، غربى ام شرقى .. فالأنقسامات لا تؤدى الا الى مزيد من الانقسامات ...ليس للعشق تسميات ولا علامات ولا تعاريف انه كما هو ،، نقى وبسيط...... "العشق ماء الحياه والعشيق هو روح من النار" ،، يصبح الكون مختلفا عندما تعشق النار الماء  ) .