الأحد، 13 نوفمبر 2016

مرحباً ايها الشر

أحاول ان اتقمص دور فتاة شريرة مؤخراً ، احاول ان استعير بعض الوقاحة من هذا و ذاك ! لعل وعسى استطيع المواصلة ولو وقليلاً و اتجنب هواجس الانتحار التي تلازمني منذ اسابيع !
ما الذي يدفع فتاة مثلي و في عمري الى الانتحار !؟
ربما بسبب العالم وشقاءه ! شقاء الانسان ! ربما لأني اتخذ الامور بجدية مفرطة و بأهتمام شديد ! كان يجب ان اكون برجماتيه .
الاخبار بالعالم ليست سعيدة - اللعنة اللعنة !! اللعنة الابدية تحاصر هذا العالم !
انا مرتعبة من فكرة تحولي - ان اصبح الإنسان الذي كرهته الغارق في العنف و الكره و المدمرة للجمال والحب والبراءة ! و هذا سبب أخر قوي يدفعني للأنتحار .. ربما اخفف الحمل عني وعن الحياة ، فأنا سأذهب و انا بكل حرية وخفة مطلقة - لم اجلب ذرية لهذا العالم لكي يمارسون الكره ، العالم أكتفى من البشر - فلماذا انجب مزيد من البشر على هذه الارض ! ألم يكتفي الجحيم ممن بداخله !
لقد أصبح القتل ممنهج على هذه الارض ، تحت الرقابة الدولية و السلطات !
ما زال الناس تقتل بإسم الأموات كالأنبياء و الرسل - بإسم الله و بإسم الوطن و العرق - و ما هو إلا ستار للقتل ضمن العبثية المطلقة التي تحاصرني - عبثية وجودي و وجودك - عبثية وجود الانسان .
اللعنة - لقد تحول العالم بأكمله الى معسكر .
لم أقف امام الأشرار ، لم أحاربهم .. اعتذر فأنا لست شجاعة .
انا لم أكن ابحث عن كنوز الارض - لم اكن اطلب العيش بقصر و امتلاك العالم ! لم اكسب المال من بيع الدين !
اكره هؤلاء الذين يسرقون كل الجمال في العالم - لم يتركوا لي شيئاً اعيش به ! حتى المرض اصابني و اصبحت افقد ذكرياتي مع أبي ، ذاك الذي كنت اعيش على ذكرياتنا سوياً في الماضي .. حتى ملامحه اصبحت تختفي من ذاكرتي تماماً ! أصبحت انظر الى صورته كثيراً مؤخراً حتى اتذكره جيداً - لقد نسيت نبرة صوته تماماً !
جل ما اتذكره عنه انه كان جميلاً - لربما مجرد بواقي شعور و عاطفه نحوه !

انا لا اتحمل لؤم وظلم وحقارة الممارسات البشرية ، نحن منغمسين في العهر .

لماذا يقتل الناس بعضهم البعض ؟ من اجل الاستمرارية ، من اجل قانون الحياة " البقاء للأقوى" صراع الحياة ملعون .
ماذا لو أصابني الجوع و لم اقتلك وتركتك تعيش وانا ذهبت بإرادتي للموت دون ان اسفك دمك !؟ إن من يدرك كينونة الانسان و الجمال يدرك ان إطعام كلب او قطة اجمل من اكل اللقمة وانت جائع .
لن اتقرب الى الله ابداً ! لن أرتدي عباءة الدين ! لن تسيل الدماء من فمي ويدي !
لن أنتمي الى عرق و طائفة ابداً ! لن أدافع عن تراب !

تخيلت حالي بطلة و منقذة للعالم منذ ولادتي ، تخيلت نفسي استطيع إزالة البؤس و الألم من على وجه العالم .. أعتذر لم استطع .
اتذكر كلمات العزيز فان جوخ حين قال " لن ينتهي الشقاء " .
او حين قال فيكتور هوجو " الوجع قانون إلهي " .
انا أقف بمحاذاة الحائط ، ألتصق به تماماً حتى لا يراني أحد الأشرار .. لم أخلع حجابي و لم أعلن خروجي عن الدين و لم أعلن اني لا أدرية ! و لم أعلن حتى عن ميولي في المطلق ! لا أستطيع التمرد - لا املك قوته ،، ولكن استطيع الإقدام على الموت بصدر رحب ،، بربكم !! أليس ما أعيشه الأن هو الموت و العدم و العبثية السرمدية ! ما الفرق بين وجودي الفيزيائي الذي بلا روح - و عدم وجودي الابدي ؟ سيان سيان - لا فرق .
أريد أن اختفي نهائياً كورقة صفراء تتساقط من على شجرة في غابة ميتة ، لا أعلم لماذا إلا لأنني فقدت كل ما يجعلني حيه .
أريد ان يكون وجودي أكثر خفة مما هو عليه الأن .

المشكلة تكمن في خوفي المستمر ، أخاف لمس الناس او التحدث معهم - اللعنة إنهم يرعبونني ، وهذا الخوف يزداد من البشر - الخوف من اني لا استطيع الرد على إساءة أحدهم فأغرق في حزني و ازداد لعثمة و ثقل في نطقي ! الخوف من لمس قلب محطم لأحدهم و لا استطيع اصلاحه - فأحبس روحي في غرفة وانام و لا استطيع النهوض مرة اخرى !

ما السبب الذي يجعلنا ان نستحمل هذا الجحيم ؟! هيا أخبروني .

صلواتي ، الى اولئك الغير مؤذيين - الذين صدمهم القدر في قلبهم ليأخذ كل الطيب على الارض - اولئك الصادقين الذين في هيئة زهرة جميلة مسالمة .. يا رفاق - هذا العالم ليس لكم - انه للقتل و للظلم و عبيد الاسياد ، اننا احرار و تلك القيود - قيود الحياة لا تتسع ليد مثل ايديكم .
هؤلاء البشر يعتبرونا غير منطقيين حينما نتحدث عن افكار تدعو للسلام و التي جل البراءة فيها ..
نحن بعيدون عن الغوغائية و منغمسون في العبثية - نحن بعيدون عن البشر وقريبون من الانسانية .
 نحن بعيدون عن الارض وقريبون من السماء .
هيا سننهي طريقنا و هذا افضل من مشاهدة نهاية العالم على يد حفنة من السفلة .
عليّ ان أعترف بأن " الأنا لدي متضخمة للغاية" - و لأن " الأنا" متضخمة فأنا لا استطيع ان اواصل مع الاوغاد البشرية التي على الارض ! انا افضل منكم جميعاً .
لا أريد ان اكون موجودة حينما يكشف العالم عن حقيقته التي اعرفها ! نعم انه نفاخر وغرور لأني فتحت عيني قبلكم وعرفت الحقيقة قبلكم .
انا فتحت عيني في وقت كان الجميع اغلق عينه - وفتحت أذني في حين الجميع رفض ان يسمع صوت الاخر - انا سمعت صوت آلامكم  و صوت آلام الحشرات و الحيوانات ! جميعهم معذبون على الارض .
يجب ان تملك القوة للحياة و العيش لمسايرة الألم - و انا خسرت المسايرة ، اصبح جسدي بالي لا يستطيع الاكمال - منهك و متعب للغاية .
انا مؤمنة ايضاً بأني لستُ وحيدة في الكون ، هناك رفاق يعيشون في كهوف و يكتبون مثلي - او ربما لا يستطيعون الكتابة و هذا اكثر ألماً .
أريد ان أحلق بعيداً و وجودي الفيزيائي يعيقني من التحليق بعيداً عن الأرض .

محبتي لكم يا رفاق .. واللعنة أصُبّها على الارض و على الاشرار .



هناك 3 تعليقات:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.