الأربعاء، 30 مارس 2016

"معاناة جميلات" - عن العاملات بالجنس


يمنحون المتعة لمن يدفع - ثم تتم مطاردتهن !
جزء من التناقض والازدواجية المحيطون بنا في المجتمع ان نطارد فتيات الليل ونستمتع بهن في آن واحد .
ننظر لهن بدونية شديدة ، مع ان في الواقع هن من ينظرون للمجتمع بدونية - لهن الحق في ذلك ، ولما لا ؟! ونحن لم نوفر لهن الحياة والحب - بل على العكس نحن من نأخذ منهن الحياة والحب بالإضافة لجسدهن الجليل .
اعتقد ان السجن بالنسبه لهن لا يشكل فارق قوي في حياتهن !
على مايبدو ايضا انهن لا مأوى لهن - لا حماية - لا حياة ، بل الامر قد يصل ان المخاطر الصحية والحياتيه والمجتمعية المحيطة بهن قد تنهي حياتهن .

من يكون زبائن لهن ؟
المتدين بالتأكيد - لعل ايضا رجال الدولة .
يستيقظ المتدين والمحافظ اجتماعيا على القاء الخطب والفضيلة والنصائح لأهل بيته و بمقر عمله يكون مشهور بمواظبة الصلوات واداء الشعائر الدينية - وبعدها ليلا يشعر بأن حديثه عن محرمات جسد المرأة ليل نهار هو في الواقع يرغب فيه - يرغب فيه بشده .. يكفرهن صباحا ويرغب فيهن ليلا .
رجل الدولة - الذي يستيقظ صباحا ويذهب الى مكتبه لفرض عقوبات عن الخارجين عن القانون - منهن فتيات الليل والعاهرات ، ثم يأتي الليل ليفكر في اجسادهن العظيمة والجميلة - يطاردهن صباحا ويرغب فيهن ليلا .

هل حقا هن عاهرات - هل يجب ان نطلق عليهن اسم عاهرات ومومسات وزانيات ؟
من العاهر على هذه الارض - الحكومات التي تعتقل المواطنين لاسباب اختلافات سياسية وايدولوجية ام العاملة بالجنس ؟
الحكومات التي تشتري بالملايين اسلحة لردع المعارضين السلميين بالرغم من وجود فقر مدقع في بلادهم ام العاملة بالجنس ؟
رجال الدين والشيوخ واتباعهم من كل مله وكل دين الاوغاد الاوباش المُدعين بالفضيلة والشرف الذين يصرفون اموالهم من اجل بناء المساجد والمعابد والكنائس في حين هناك انسان على الارض يحتاج هذا المال اكثر من الرب !! هم العاهرون ام العاملة بالجنس ؟

ربما تموت احدهن آثر احدى الرجال المرضى نفسيا او المتدينين او رجال الدولة - تموت على الفراش عارية ربما !
صديقاتها و رفيقاتها هاجس الخوف والذعر من نفس المصير قريب منهن - ولكن ما باليد حيلة ! يستمرون في عملهن دون كلل ، فكيف يعيشون اذا لم يبيعون اجسادهن ؟ - فبيع الجسد و الاغراء هو كل ما يملكون من مهارة و موهبة ، هل سيعيشون كما يقول رجال الدين والشيوخ والمتدينين الاغبياء  على كلام من نوعية "أن الله يطعم الجميع" ؟!! نعم - كان من باب اولى اطعم البلدان التي اختفت من الخرائط بسبب الجوع والفقر !
 هل يتم وقوعهن تحت ايدي رجال ربما ساديين - او ربما اسوياء - لا اعلم بالضبط نسبة الحظوظ الجيدة التي يمتلكوها .. ولكن الذي اعلمه جيدا انهن يقدمن خدمه للمجتمع ، خدمة تفريغ الكبت الجنسي من الرجال الذين يشكلون خطرا في المجتمع والمحيطون بهم بسبب تحريمهم وكرههم لجسد المرأة - او تحرشهم الجنسي المستمر بالمرأة .

العاملات بالجنس يقابلون الاهانة بالرغم من اعطائهن اللذه للرجال - اى ظلم هذا ؟
معظم افراد البشرية يُحمّلون العاهرة / العاملة بالجنس مسئولية خطايا المجتمع - اي جهل وسذاجة هذا ؟
الدولة ترى ان السجون يجب ان تملأ بمن يعرضن اجسادهن للبيع وهذا قد يحل مشاكل الدولة والمجتمع والشعوب - اي فشل هذا لنعلق خيباتنا على نساءً عاملات لا يغشون احد !
ادانة العاهرات او العاملات بالجنس بتشويه صورة المجتمع ونشر الانحلال الاخلاقي اراه سفاهة واضحة من رجال دين ومتدينين ومحافظين .

قال سيوران عن العاملات بالجنس بأنهن اقل الكائنات دوجمائية - فهن يتبنون كل افكار وامزجة زبائنهن ، تغير لهجتها ومزاجها حسب حالة الزبون، تستعد ان تكون حزينة او سعيدة على حسب الزبون ! انهن جادات في عملهن ويعملن بضمير واضح دون كذب وخداع وليس كما يعمل مُدعي الشرف من الرجل والمرأة في مجتمعنا الطاهر !

هناك من يبيع اعضاء جسده من اجل المال - وهناك من تبيع جسدها يوميا بأكمله من اجل المال ، أى فارق هنا - لماذا نعطف على هذا ولا نعطف على هذه  ؟

جسد الانسان اصبح تجارة و لعلها رابحة - ولعلها ايضا ناتجة من نظام رأسمالي يحط من قيمة الانسان ومصيره ، اشعر بالاضطراب نحو الامر - المرأة ليست وعاء جنسي ، و العاملات بالجنس يدعمن فكرة المرأة وعاء جنسي !

أُميل نحو دعم تقنين الدعارة - لن يخلو المجتمع من العاملات بالجنس وفتيات الليل ، ولهذا يجب توفير الدعم الصحي والاجتماعي و الأمني للعاملات بالجنس اصبح ضرورة - وليس هذا فقط - بل يجب وجود نقابة لهن لدعم مطالبهن .

هل سأقابل السب واللعن والاضطهاد من المواطنين صادري الاحكام و مُدعي الفضيلة على هذه المدونة ؟
بالتأكيد - فأنا فتاة تعيش في مدينة يمشي على أرصفتها مواطنين وبشر يميلون الى الجعجعة والصخب  في الدفاع عن الاخلاق والشرف التى طالما فقدوها دون ان يدروا !
يا لهم من بؤساء .



هناك تعليق واحد:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.