الثلاثاء، 23 فبراير 2016

ادب كافكا - عبثيه و سوداوية و كابوسية و بائسه الى حد الابداع

فرانز كافكا مخيف في كتاباته الى حد الابداع والعظمة المطلقة ، فى اعماله دايما هتلاقي العبث جزء فيها - من خلال قرأتى لاعمال كافكا ملقتش سبب لمحاكمة واعدام البطل فى رواية المحاكمة او سبب لنهاية البطل فى رواية المسخ او المتحول!

 نظرتى للحشرات اتغيرت بعد رواية المسخ لفرانز ، اللى بحاول اتخيل كم معاناته اللى جواه خلال حياته واللى ترجمها فى كتابات .
اصبح من المخيف بالنسبة ليا انى اقتل حشرة ما - بتخيلها انسان/ه واتحول/ت لحشرة بسبب حزن تقيل مقدرش/مقدرتش يتحمله/تتحمله فبقى مسخ ، او لاحساسه انه حشرة فعلا بسبب عدم وجود اهتمام من اللى حواليه له - احساسه بالوحدة - بؤس مطلق !
كافكا كان وحيد وجميل ومزعج بكتاباته وعظيم فى صمته .
رواية المحاكمة الى انتهيت من قرائاته ومقدرتش افهمها بشكل سلس ! - أعتقد ان الرواية في كثير من الاحيان تنتقد نمط الحياة الحديثة و تطرح تساؤلات جادة عن جدوى هكذا حياة حيث تنعدم الهوية الفردية و يصبح الانسان اسير العمل الميكانيكي و كأنه روبوت يعمل صباحا و يعود مساءً ليرتاح فيعاود العمل صباح اليوم التالي فالعمل هنا تفرضه و تسييره الحكومات و الشركات . هذا و ان ثقافة المجتمع اصبحت تشجع و تساعد على هكذا انهماك في وظائف الشركات والروتين السائد .
كافكا فى رواية المحاكمة - كان بيتسأل فى النهاية تماما - هل الانسان الذي رآه من خلال النافذة - هل هو صديق ؟ هل هو انسان طيب ؟ هل هو انسان يواسيه فى كربه ؟ هل ينتظر منه مساعده ؟
قبل ما كان يستمر فى تفكيره - كان احدى رفيقيه قرر ينفذ حكم الاعدام ضده وغرس سكينه فى قلبه وقبل ما يموت كان بيقول :
- ها انا اموت مثل كلب حقير ! وكأنما اراد بذلك ان يخلد العار الذي لحق بالبشرية .
كالعادة - مقدرتش افهم الرواية بسهولة ويسر - او انا اللى فهمتها بشكل مختلف ! اللى اقدر اخرج بيه من الرواية - ان الرواية فيها إسقاطات كثيرة متعلقة بعبثية الوجود وما هو سر الوجود والبحث غير المجدي للإنسان عن معنى لحياته ، تطرح أسئلة حول الظلم وغياب النظام والعدالة. لماذا وجد الانسان؟ لماذا يتعذب؟ لماذا يموت بطريقة رخيصة مبتذلة !
انا اعدت النظر فى العدل والانسانية والعبث - صلابة الشر وتدهور الخير وضعفه بسبب رواية المحاكمة - او بسبب اعمال كافكا التى انتهيت من قرأتها .
قلبي بيوجعنى وبدخل فى نوبة بكاء بعد كل انتهاء من قراءة عمل لكافكا ، كافكا اتألم بشكل يدعو للغرابة والتساؤل - اسباب حزن الانسان واسباب وحدته ! واسباب بُعد باقي البشرية عنه والتخلي عنه ! 
ازاى الله قدر يسيب قلب كائن حي يتألم بكل الكم دا - ويموت من الجوع فى النهاية بسبب مرض السل ! مخزي .


في روايته المشهورة الاخرى التحول او المسخ - يستيقظ بطل الرواية من النوم ليجد نفسه قد تحول الى حشرة عملاقة اشبه ما تكون بالصرصار و بعد ان تذهب الصدمة من افراد عائلته يبدأون بالبحث عن العمل حيث ان الام و الاب و الاخت كانوا يعيشون على مرتبه . و مع الوقت نجد ان العائلة تتضجر من وجوده و انه عالة عليها و يجب التخلص منه الى ان ينصت الى كلامهم فيذهب ليموت غير مأسوف عليه و تتابع العائلة حياتها و كأن شيئا لم يكن .

كافكا كان حاسس بالوحدة بين اسرته وعائلته - والدته اللامباليه له - ووالده الحقير فى معاملته له - واخته اللى قررت فى النهاية انها تتحكم فيه وقت مرضه !

فى النهاية - اتمنى ان ميكونش انسان ما على الكوكب اللعين دا شبه حياة كافكا اللي فى نظري حياته هى جديرة بالاحترام والتقديس الابدي - بس مفتكرش ان حد يقدر يتحمل بؤسه وعبثه دا !

كافكا حلو .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.